فِكْرُ المخينية

عندما أفقتُ على أنينٍ ملائكي ..

احتريت أنَّ ذلك صوتهَا، فلم أستئنف الحركة حينئـذٍ

فقط .. سُلب سمعي عن حديثها!

انزعجت وانهارت غضبًـا .. ثم بدأت بالصراخ

ثم قالت: ألا تسمعيني؟! .. ألا تسمعيني؟ (وأنا أنظر إليها لكـن أذناي في عالمٍ آخر) ... اصغي إلي (بصوت عالٍ)


التفتُّ إليها، فقلت وأنا منزعجة من نواحِها: ماذا تريدين ؟ (بنبرة غضب)


قالت: لا شيء (والهوان يشوبُ صوتها)


قلت: تحدّثي ، ماخطبك خائفة؟ (أحاوِل استنشادها، وهي مرتعبة)


أومأت برأسها تشير إلى أن لا حكي لديها "أرادت أن تنفكَّ من قيود غضبي المضطرم وقتئذ)


قلت: حبيبتي اقتربي لا تخافي .. (بدت مطمئنّة)


قالت: هل تحبينني؟ (بنكهة براءة عذبة)



(أمسكتُ يديها وضممتها إليَّ ) .. وترقرقـت عيناي بالدّمع ..... إلى نهاية الحديث.






لم أضع أن همّ أختي كان إسعادي وجعلي مغتبطة.

نظرت إليها .. أنا أسفة، غضبت عليك ولا أملك الحقّ في ذلك ... اعذريني (و عيناي تسقيان وجنتي بالدموع)

أَمسَكَت منديلها الوردي الصغير .. لا تبكي .. لا تبكي ستحتاجينها لوقت آخر وفّري دموعك أختاه .. ما بالكِ؟ ألا تفكّرين ؟


... دمت لي يا أختي حبيبتي



" قالت: أختي أنت دائمًا تنهكين نفسكِ بالتفكّـر .. دعي عنكِ هذا

لم أرد إزعاجــك وقت إفاقتك من نومكِ، لكنني أودّ أن أراك مغتبطة (بصوتٍ بلسمي)"





 
417443_3126508494105_1606440524_2535015_1431959045_n.jpg



دعوني أعرّفكم على نفسي ..









لا بأس، الأيام كفيلةٌ بِذلك.
 

واأسفاه على الجميع

واأسفــاه على أحوالكم يا عرب


إنّي أرى غبار الجَهل تعيق الرؤية


عُدْتُ لا أبصر سوى نفسي


وأرى مسارات تهيم وتمضي في زمن مجهول



أوّاه .. ما الأمر؟



ما هي الوُجهة الأمثل ؟


أين ينبغي أن أحطَّ الرحال؟ إلى أين المضي؟




يا نفسي بالله انصفيني .. لا تكوني كالجاهليـن السائرين بلا جواْ







أرى طلاسمًا تتمثّل لي في قلب الهواء



وما كُتِبَ بداخلها يُساق إلى الفراغ :

"اذهبي إلى الأمام ثم اتّجهي للـجهة المقابلة لـ .... "



أمسكت بها وحطّمْتُها .. إذ أرها تعاود الظهور

ربّاه ما هذا الجنون؟!



أيَـا نَفْسُ اخضعي، ضعي الجُبْر الـكئيب ينجلي

فإّنّـك مجرّد عضلة لا بد من توقّف نبضِكِ



لستُ أدري؟ أهذه حقًا أنا أم هي روحٌ ترتشق المجهول ..



حتى دُرَر المحيط تسأل؟

حتّى رحيق الزهور يسأل؟

حتّــى الرضيع الاديم يسأل؟


ما بالها تشهق؟





..

أرأيتِ يا نفس؟! أرأيــتِ هذا ما كنت تريدين أن يحصل ..


بئْسًًا لما قـد حصل ..




يــا حديث الليل أخبرني من أنا ؟

طلبْتُك تحدّث ..


أسعف مجنونتك التي باتت تناظر نجوم ليلك هائمة




قيلَ لي أنّني حطّمت مقاييس عدّة

قيــْل لي أنَّني قد تمرّدت جدًا

قيْل لــــي أنّك لا تنتمين إلى قومنا ..


قيل وقيـل ..


أخبرني -حلفّتُكَ بالله- من أكون ؟!




إن لم تجرأ على إخباري فإنّـي سأرفع الراية البيضاء لجمالكَ يا ليـْل

وسأفوّض أمري إلى خالقِكَ فهو أدرى بخَلْقِـهِ ..



حتّى أنت يا ليل ستكتم عنّـي الحقيقية .. !




لا بــأس .. تمنّن علي بالبوح ، كما شئــت




أحقـًا لم تعلم من أنا؟





سأترككَ مع جفائك الزائد يا ليلـِي وأكتفي بالتحديق في نجومك اللامعـة

 





من ذلكَ الكوخ الصغير الحجم أشدو ..




تيرا را را تيرا .. را




على نغم الطبيعة الساحرة، ...


وكعادتي


بعد تناول قطعة خبز مع حليب معزتي أرتوي ليوم جديدٍ في الساحةِ الغنّاء




جلست على التل الرخيم الطري


أناجي العصافير المغرّدة هناك .. علّهـا تعطيني ما يشفي غليلي ... وما عساها فاعلة؟



لا جواب يُقْنِعُ الباطن العظيم

ولا سيرةً تُرضـي السمع الجلي .. فقط تأملات الطبيعة هي الباعث المريح







استلقيت على جذع شجرة بالي ..


فطارت روحي مغرّدَةً إلى عالمها الساحر



أوحقـًا بهذا الجمال؟ ..







وبدأت معركة الفكر بالنزوح إلى اللا طبيعي !


بدأت الهواجس المعذّبة باضطهاد نفسي



ما أقساها من هواجس تلكَ التِي تَفطِرُ القلب ؟



...





أفاقَ جسدي للحظة يرقبُها .. نعم يترقّـب تماديها في التفكّر !


وهو سقيم الحالِ لم يقوى على عصيانها الوردي ..






لم تمـكُث سوى بضع بُرَهٍ ..


أين كنت قبل هنيهة ؟





التصقت نفسي بجسدي المُبتلي .. فأطالت الهيام بعيدًا عن مسارات الواقع




"وكأنّهُ أمرٌ جديدٌ على فعلاتِها !"





هكذا تهوى نفسي أن تقتلني ولعلّ إحدى أمنياتها أن تستنزف دمّي لتروي عطشها الفكريْ







... فَعُدْتُ مرّةً أخرى إلـى التّلِّ المُوسِر الخضرة .. حيث الـ ...



ماذا قلت ؟



أثابِكِ الله إلى رُشْــدِكِ يا نفسي

 


أغيثوا الثقافة العربية .. فإنّها في مأزِقٍ لا يُطاق




ألا تمتلِكُــكُم الغيرة على لغتكم ؟

ألا تفعلون ؟!



إن كنتم هكــذا فعلا فالأسف ثم الأسف على دُيوثِكم الطاغي





إنّي لأنتحب حالِكِ يا لغتي، وتخنقنـي العبرة أن أراك تُدْفَعيـْن إلى المنحدر بلا مغيث يغيث حياتك يا عربيــتِي




 
820136a2e8d0d5eef5f787867393b917134e76ab0af44e9da2565affe68080a04g.jpg



يا من ثرتم وغضبتم لعرض "فنّانة" ؟


هل تثورون لعرض

رسول الله ؟



فداكـ أبي وأمي وروحي يا رسول الله



4479122089_629eccfeba_m.jpg


أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله





وما نملكُ نحن يا رسول الله في محبّتك سوى الدعاء

وقلبٌ من أسى يدمي ويُرثى في سما الأكوان




يا حبيبـي يا رسول الله

اليوم الخميس وأعمالنا إليْك تُـزَف .. يا الله ارحمنا






تبًا لكم يا جهلة يامن جنيتم على أنفسكم وستندمون يوم لا ينفع الندم

لا حول ولا قوة إلا بالله

 






عندما أتذكَر معالم الطفولـة ....


حين ننهضُ على إضاءة شمس الصباح ونتناول إفطارنا بأقصى نشاطٍ مُرهف

وأجسادنا ترتتعش حيويّـة لتقابل يومًا جديدًا ..


لنسابق أزقّة "الحارات" ونراوغ بذكـاءنا المُفرط على ذوي جنسنا الأطفال ^ ^


يالهــا من أيامٍ مضت ..


لكنّ ذكراها يريح نفوسنا ويجعلها تهيـْمُ في سمائها



 


e2e0d4e938c890c09a2461892c9a8782jpg


اليوم بعد الساعة 9و 31 دقيقة .. أنظر إلى شاشة جهازي

وبجانبي كوب شاي تطايرت منه رائحة الزعفران المهيـّج لقريحة عظيمة


جلست أمعن النظـر من تلك النافذة المقابلة لموقع جلوسي، إذ أرى عصفورًا حطّ ساقيه الناعمتين على شبّاكِ نافذتي .. !


وما أجمل ريشه الساحر

خاطبته وكأنـّهُ يَعْقِـلُ ما أقولُ له !


"هل يمكنكـ أن تهبني ملكة التحليق التي لديكن فاستطيع بذلك هجر بلدتي التي باتت تُرمى على أعتاقِ البلهاء ؟!

استمع إلي .. لنتقايض، أنت اعطني جناحيك وأنا سأعطيكَ فِكري .. ها ما رأيكَ؟


... طار ذلك العصفور بعيدًا ولم يتراءى لي حتى ريشة منه تذكّرني به كل صباحٍ"


وها هو الجنون يعود مرّة أخرى

وبتمرّد غريب ولايُطاق



أوّاه .. لقد بَرِدَ الشاي .. ما الصُنعة؟


إن ذهبت لسكبه في النافورة .. ستظلّ العاملة تهذي وتهذي وتلقي اللوم عليّ كالعادة - فهذه ليست أوّل مرة أغفل عن شايي حتى يبرد- .. آه



هكذا الحال دومًا .. وهكـذا حال من أرهقه التفكّر
 
7249509898_f589219543_z.jpg



فـي هذا المساء ، أنصفتُ كوب الشاي فدعيتـهُ فارغًا بدون قطرةِ شايٍّ


أمسكت الكتاب وبدأت تقليب الصفحات

قرأت أوّل سطريـنِ منه .. حتى السآمة !


ألقيت بالكتاب على الأريكة الفرنسية ... و علّقت نظري إلى طرفهِ

إلـى مادة صُنعه فتحسّستهـا برفقِ



أعدت الكرّة لإلتقـاطهِ والتعريج بين صفحاته ثانية


هكـذا واصلتُ قراءته عن كثبٍ حادق ...
 


7588594208_a83084d2d7_z.jpg




تحمل الصورة عـدّة معانٍ وكم جميلةٌ هي معاني الأمل Hope


{ هنالك أناس يمرّون علينا لكنّنـا لم نرهم ولم نلحظ ظلّهم

نعم .. لكنّهم نقشوا على قلوبنا أسماءهم فأبت الايام أن تمحيها .. نقشوها بسماحة أرواحهم، بجدارة أفعالهم، بسمو معانيهم ولا يخفى أصل معدنهم

أفواهُهُـم تترجم صدق نواياهم ونقاوة محيّاهُـم


فَـهُم هنا ..

راقت لي تعابير ذلك القلم والنظـرة المتفائلة لمحطّـات الحياة الطويلة في نظرها

هـي كأخت بحق


فكلُّ شُكـري وامتناني لعزيزتي الميم

صاحبة الحسّ الرفيع

وملكةٌ الأمـل النابض }


دمتِ متألّقة في بساتين العطاء


تقديري لشخصـكِ


 


%25D9%2581%25D8%25B1%25D8%25A7%25D9%2582+2.gif


هذهِ إحدى اتجاهاتـي في درب الحياة


أن أودّع أحيانـًا

وأن أشفق على أحدهِم أحيانًا

وأن أعلن الانسحاب بإراقة دماء القلب



وما عساي أن أفعل في دنيا ملئت أكاذيبا



أرى أنهرًا من النفاق تجتاحُ قُرانـا

وأمطارًا من المجاملات الساقطة !

وأعينًا تنوي الشرّ لمساكين لا يعلمون بخبئها ..


فهذا الحلُّ لكم يا من ملئتم الدنيا بـسوء أفعالكم



أن



أهجركم وأصنع عالمًا نقيًا لا يشوبه سوى الحُب والود والنقاء والوفاء .. وحدائقًا من الصدق و .. وشلالات عطاءٍ باذخ

هكذا أودُّ أن يكون عالمي نقيًا صافيًا جميلا


لم تطـأه قدمًا خائنة .. ولم تلمسه يدًا سارقة ولم يرى نوايا خائبة




لا تأسى يا عالمي إنني في الطريق لـكَ


وأدرت ظهري لـعالم البهلاء والحمقى


كذلكَ .. سأودّعهم بعينٍ ساخرة

وبسمة شافقة .. !




ما أجملك يا أيّها اليوم الممطر بزخّاتك المرهفة على أجسادنا

تزيد عزيمتي إصرارًا للمُضيّ قدمـا





" ثم أركـن إلى شرفة منزلي لأتبادل نظراتي مع القمر .. وأهمس له بأحوال ذوي البشر "




 






أدمع الشغف تـحبو وجنتا شخصٍ

قد رام ألا يبتغي نيلا



طوبى لكِ يا نفس وأمضي بها مضيًا

عيَّـت رياح الجهل أن تستبيدهُ


 



فَلْسَفَةُ الأَخْلاقِ


تَسْتَميتُ جَوَارِحَ بَعْضِهِمْ عِنْدَ الّتوغّـلِ فِيْ بَحْرِهَاْ





كَمَا أَحْرَجت احدهم مرّة .. لكن ببراءة مُطلقة
 

Red_Rose_In_Auschwitz_by_Daemoe.jpg



مهمــا احتدمَ السواد والافتراء للوردة الحمْراء تظلُّ حمراء

لا يغيرها ظلم الزهور ولا سخـط الكون على احمرارهَا !


 
أعلى