" رؤية تاريخية في ذكرى ناصر البلال "

[align=center]

( قبائل الجنبة وميناؤهم التاريخي صور - مدخل تاريخي حضاري لجنوب بلاد العرب )





kbaa'l aljnbah wminaouhm altarikhi sour - mdkhl tarikhi hdhari ljnoub blad ala'rb

تأليف الأستاذ الراحل : ناصر بن على البلال ( رحمه الله )










النوع: غلاف عادي، 24×17، 378

صفحة الطبعة: 1

مجلدات: 1

الناشر: دار الحرم للتراث

تاريخ النشر: 01/01/2005

اللغة: عربي

الموزع : الامارات العربية المتحدة​



ابو ظبي





مكتبة الجامعة

شارع حمدان - ص.ب 3020 - ابو ظبي

تلفون:272795(97126)

فاكس:270729(97126)​





المؤلف:



فى ظل الغموض الذى يكتنف بعض جوانب تاريخ وحضارة الجزيرو العربية يجئ هذا العمل العلمي الهام ( قبائل الجنبة وميناؤهم التاريخى صور ) للاستاذ ناصر بن على البلال احد عشاق تاريخ جنوب بلاد العرب ومن الذين يسعون للغوص فى أعماقه باحثين عن كتابية ومناظر من جنوب بلاد العرب ومن مصر القديمة وغيرها من الحضارات . لقد طرح الباحث مجموعة من الاسئلة تمثل كل القضايا المتعلقة بموضوعه ولكنه فى نفس الوقت يدرك ان الاجابة عليها ليست سهلة نظرا لندرة المادة الاثرية والتاريخية او لقلة الابحاث التى تعرضت لهذا الموضوع . ولعل من اهم القضايا التى تعرض لها الباحث قضية بلاد ( بونت ) التى وردت فى النصوص المصرية القديمة ( الهيروغليفية ) وخصوصا عهد الملكة حاتشبسوت التى أوفدت بعثه إلى هذه البلاد لجلب بعض منتجاتها من البخور ثم هناك قضية أثارت الكثير من الجدل بين الباحثين فى علم المصريات وعلم الجزيرة العربية وهى قضية ( الجنبتو ) الذين زاروا مصر فى عهد الملك تحتمس الثالث احد ملوك الاسرة 18 ( القرن 15 ق . م ) وصاحب الانتصارات العسكرية الكبيرة .



من نصوصة ...

قالوا : "صورنا" حبلى

بأمجاد وتاريخ وإشراق كما وثباتها الكبرى

و"صور" فى شموخ الصمت من إغفائهم خجلى

فلا أمجادها تنمى ولا تاريخها يتلى

ولا ذاك الشموخ الفذ يعرفهم خطا أولى

فعفوا صور ما عدنا شعاع الفجر.. سيفا يحصد النصرا

وعفوا "صور"! إنا قد حنينا الهامة الطولى





كلمات الراحل/ ناصر بن علي البلال



قصيدة (درةصور)

ومن أبياتها:

تَاهَتْ عَلَى الشِّعْرِ فُرْسَاناً وَمَيْدَانَـــا

لَمَّا اعْتَلَى عَرْشَهَا بِالْيُمْنِ مَوْلاَنَا

تَاهَتْ بُِكْم سَيِّدَالسَّادَاتِ وَانْتَعَشــــَتْ

بَلْ جَدَّدَتْ ذِكْرَهَا أَصْلاٍوَأَغْصَانَا

تَاهَتْ عَلَى التِّيهِ وَالأَنْوَارُ مُشْرِقَــةٌ

وَعَابِقُالْمَجْدِ يَجْلُو الْمَجْدَ رَيَّانَا

تَهِيمُ بِالشِّعْرِ مِنْ "طِيوَي" مُشَرِّقَــةً

لِـ"ـرَأْسِ حَدًّ" جَنُوباً نَحْوَ جعْلَانَا

تَسَابَقَالشِّعْرُ فِي أَرْجَائِهَا أَلَقــــاً

فَرَنِّحَتْ بِهِ سُمَّاراًوَرُكْبَانَا

مَا كُنْتُ أَحْسِبُ أَنَّ الشِّعْرَ يَسْكُنُـهَا

حَتَّىتَغَنَّتْكَ آكَاماً وَشُطْآنَا







[/align]
 


[align=justify]



البلال ..



في إحدى الجلسات النقدية الممتعة التي نظمت في متحف أحمد شوقي بالقاهرة جلس ناصر البلال رحمه الله في الصفوف الأمامية لحضور الجلسة النقدية حول ديوان الشاعرة المصرية ( شيرين العدوي ) شارك في هذه الندوة من النقاد الشعراء الشاعر سيد حجاب والشاعر أحمد سويلم والشاعرة العمانية كاتبة هذا المقال ، وكان ناصر قد اعتاد مرافقتي في مثل هذه الفعاليات حينما يكون متواجدا في القاهرة ، وبدا لي - رحمه الله - مسرورًا- وأنا أستطيع لطول معرفتي به قراءة أسارير وجهه جيدا- بعد المحاضرة انتقلنا إلى الباخرة الراسية أمام المتحف على ضفاف النيل لتناول العشاء يومها كان الجو صحوا والقمر يسامرنا مبتهجا وناصر -رحمه الله - في نشوة غامرة وبدأت أعرفه بالجالسين من نقاد وأدباء وبعد فترة التعارف تحدث ناصر وصال وجال في الأدب وفي التاريخ وفي اللغات القديمة والحفريات والآثار وفي العلاقات بين عرب الجزيرة وخاصة الجنبة والحضارة الفرعونية وفي الامتداد الحضاري لصُور عمان .. الخ وكان الجميع يستمعون وقد أخذ منهم الإعجاب والدهشة الكثير وكان البلال أشبه بالساحر الذي يمسّ بعصاه قلوب المستمعين ويحركها معه تبعا لحركاته ثم انتشى ناصر وأخذ يسمعهم شعرا مما يحفظه من قصائد نزار والمتنبي وشعره والكل مأخوذ وكان حقا بطل الليلة النيلية بلا منازع ، هذا هو ناصر البلال ذاكرة شعرية طازجة حافظة ممتلئة بآلاف الأبيات الشعرية والمعلومات الدقيقة والمفردات اللغوية الفصيحة هكذا هو بديهة حاضرة وغيرة على عروبته ولغته ووطنيته ومدينته ، لم يكن متعصبا ضيق الأفق كما يظن البعض بل كان يرى ألق مدينته الجميلة ينطفئ ويخفت والاهتمام بها لا يذكر فأحب أن يعيدها إلى دائرة الضوء ويسدّ النقص ويزيل غبار التناسي والإهمال لذلك الماضي العريق وذلك الوجه الصبوح الذي يزداد تألقا كلما قبلتها الشمس على صفحة بحرها اللازوردي .

ناصر البلال كان جريئا واضحا ورغم ضيق الحال لم يكن متملقا أو مواليا أو خاضعا لأية سلطة أو تنظيم ، كان إخلاصه لنفسه ولمبادئه ولعلمه ولفنه فقط ولليقين الذي يرتأيه ويعمل به ، البلال كان شخصية من الشخصيات التي تعيش على الحافة إحدى قدميه على الأرض والأخرى تناوش الفراغ معرضا في أية لحظة للانزلاق كان صعلوكا بكل ما تحمله هذه الكلمة وأعتقد أنه تسرب إلينا من عصر الصعاليك ..( والصعاليك هم مجموعة من الشعراء العرب الذين عاشوا في العصر الجاهلي وصدر الإسلام وهم يمثلون حركة التمرد الثورية على البنيان الاقتصادي والطبقي وأحيانا العنصري في القبيلة ولهذا طردوا من حماية السلطة القبلية آنذاك لم يختاروا أن يستبدلوا موقفهم العقائدي بالاطمئنان الاجتماعي فطردوا إلى الصحراء الموحشة بسيف وموقف فقط ليظلوا قادرين على الالتزام بإيمانهم والتعبير عنه بقوة وبتحطيم هيبة المؤسسة القبلية وكان وراء هؤلاء بالطبع قضية قال عنهم الأديب غسان كنفاني ( لقد كانوا أصحاب رأي تقدمي ثوري ومقاتلين من أجلها إلى حدود الوحدة والموت ، إن أصغر واحد من هؤلاء هو نموذج مكبر للوركا) ولم يكن البلال بأقل من هؤلاء كان يحمل ملامح ثورة ترفض الانسحاق فهو مثل ( تأبط شرا ومالك بن الريب والسليك بن السليكة وعروة بن الورد والشنفرى) وهي أسماء شريفة وعملاقة في تاريخ الكبرياء العربي وهكذا كان ناصر فهو خليط من الصخب والنشاط والهمة والتحرر والكبرياء لا يحب القيد لا يحب الارتباط لا يحب التبعية لا يحب السكون والهدوء فالسكون لديه موات كان كلما حضر لي أمسية أو محاضرة في القاهرة يردد ( صحيح الحي يحييك والميت يزيدك غم ) وهو بذلك يترجم حاله وشخصيته فهو لا يحب الموات والهدوء إنه إنسان يضج بالحياة ولا يناسبه أن يموت بل لا يليق به أن يموت إلا هكذا موته غريبة مفاجئة غير تقليدية فما يأباه في حياته يأباه في مماته .. مات في مكان يناسبه تماما وزمان هو آخر ما تبقى من شهور مسقط عاصمة للثقافة العربية ، في توقيت لاشك أنه " ناصري " يشبه مكان ونوعية موتته فهل نقول إن العباقرة يتخيرون موتتهم؟!!




[/align]



د. سعيدة بنت خاطر الفارسي

* شاعرة و ناقدة عمانية





 
شكرا على مرورك الجميل في هذه ذكرى يا .. " وليف صور " ..



وهنا نص شعري لأحد أبناء هذة المدينة بعنوان " ( الخميس الهمّ .. مرثية ) للشاعر الجميل / جمعة العريمي



2780_1.jpg



ان الكلمات تقف صامته امام ذالك الرجل وماهي الا محاولة مني للملمة تلك الكلمات ويعلم الله انها خرجت صادقه في لحظة قاسية قصيدة رثاء في فقيد العفية الاستاذ ناصر البلال رحمه الله رحمة واسعة .





الحزن والصمت عنوان المقال

الكدر والليل والهم الشهور

الثواني واقفة ترعد شمال

المقال يضيق بركان الشعور

كيف يعلن ها القمر فجأه زوال

كيف شتت ها الخبركل السرور

الخميس الهم اهتزت جبال

الخميس الهم فاضت ها البحور

الخميس الهم رددنا سؤال

ليه قاسي ها الزمن يا مي ياصور

غاب عز(ن)للبحرغنى جمال

غاب فخر(ن)غطى ها الدنيا زهور

ايه يا مي كمََ صال وكمَ جال

ايه يا مي كم نقش لك من سطور

كم عشق بحرك وطهرك في وصال

كم رسمكي وصف حس(ن)من بخور

مات ناصر بس مجده لايزال

باقي(ن)والكتب مخزون الصدور

للعلم منهاج وللعزة مثال

وللحبر أقلام وللغايب حضور

لا حشا مامات من خلف عيال

من بعد ناصر عياله له جسور

جيل راح وجيل يأتي لامحال

حكمة الأقدار والدنيا تدور

أدعي الله من توصف بالكمال

لي يصرفناعلى كل الأمور

التصبر يلهمة آل البلال

ويرحم الأموات في وسط القبور

وجعلها الفردوس داره والمآل

بين زرع وبين طيب وبين حور









.. ما زالت الذكرى مستمرة ..



مودتي



أخوكم



أنور البلال





 
وهنا أنقل لكم سيرتة ...



الاسم : ناصر بن علي بن مبارك البلال




الولاية : صور – مخا



المؤهلات العلمية : دبلوم تربية ودبلوم اشراف تربوي



الوظيفة : مدرس 20/9/1971 ثم شغل عددا من الوظائف الفنية والادارية بالتربية والتعليم مثل :

· الاشراف على مركزي إعداد المعلمين بصور وجعلان

· العمل في دوائر البحث والتطوير ، الامتحانات ، نائب لمدير التربية والتعليم فس مسقط ، ثم باحث في دائرة البحوق التربوية

عمل ضابطاً بالثقافة العسكرية في أبوظبي في عدد من مناصب إشرافية ثم ضابطا للادارة ((ركن إداري)) في قيادة المديرية بأبوظبي ثم عاد إلى العمل بالسلطنة ، آثر الاستقالة من العمل عام 1993م والتفرغ للبحث التاريخي عن مدينة صور .



تجربته الشعرية :

بدأ يترنم الشعر منذ المرحلة المتوسطة بالكويت وكانت له محاولات شعرية تتراوح بين البيتين والثمانية ، ان يقرأ لكثير من شعراء العرب مثل شعراء المعلقات ومن العصور اللاحقة (المتنبي) ومن المجددين ( البارودي وحافظ ابراهيم وأحمد شوقي) ومن المعاصرين نزار قباني وقد إلتقى به في السودان ودار بينهما حديث طويل حول جرأته على الرموز الدينية وحول بعض التطاول وجلد الذات فما كان م نزار إلا أن سـأله عن شهادة الدكتوراه في النقد من أين حصل عليها فأجابه بأنه لا يحمل أي شهادة دكتوراه فدهش نزار.

ثم كان نتاج هذا كله أن أصدر ديوانه الوحيد "حورية البحر"



كتاباته التاريخية :

منذ أن ترك ناصر اتربية والتعليم في عام 1993م اتجه إلى البحث والمطالعة والتنقيب في كل ما يخص صور ، وكان كثير التسفار والتطواف مابين مصر واليمن والسودان وزنجبار يبحث عن كل ما يخص هذه المدينة العريقة ويجمع كل ما يقابله في طريقه عنها واستغرق هذا البحث سنوات طويلة تعد كثيرة في عمر الانسان وان كانت قليلة في عمر زمان وكان نتاج هذا البحث المضيء والعمل الدؤوب كتابه اليتيم " قبائل الجنبه وميناؤهم التاريخي صور مدخل تاريخي حضاري لجنوب بلاد العرب"

وكان في هذا التهذيب العلمي والتصويت التاريخي ما يعيد لصور المدينة العريقة بعض الاعتبار الحضاري والتاريخي.



تحية لذلك الرجل الذي استشعر مسؤولية ابراز هذا الجانب المضيء من حضارة مدينته وتقديراً للجهدالمضيء الذي بذله وطوبى لناصر الذي سعى للحفاظ على تاريخ " صور العفية " ..



تحية من قلوب لن تنساك ....



(رحمك الله رحمة واسعة وأسكنك فسيح جناته )



.. متواصلون في الذكرى و سلاماّ أيها الفينيقي ..





مودتي



أنور البلال
 
رحل البلال

شعر: عقيل اللواتي*



رحلَ ( البلالُ) و كنتُ أرقبُ نُـورَهُقَبَسـاً يعـمُّ فتستطيـبُ أُمـوري

( حوريَّةَ البحرِ )* المُطرَّزِ أشعليهـذا الفـؤاد و قبِّليـهِ و ثُـوري

رحلَ ( البلالُ) فجئتُ أنعى فطحَـلاًجعلَ الصُّعودَ إلى الجِنانِ سَميـري

آهٍ على تلكَ البَشاشَةِ هل مَضـتْ ؟كلا ، فها هي في خِزانَـةِ نُـوري

بيضاءَ ناصِعَـةَ الحـروفِ كظلِّهـاالبَيـنُ غيَّبَهـا بأُفـقِ دُهــوري

قلبٌ يضـمُّ الكُـلَّ عِشـتُ بظلِّـهِيوماً، و وجهُ الشعرِ منهُ مَصيـري

يا مُفرعَ الأغصـانِ تلـكَ ثِمارُهـاجائتكَ تركعُ و هي نَبضُ شُعـوري

يا أوحدَ الشعراءِ في كنهِ الهـوىدعني أُطَهِّرُ من عُـلاكَ طَهـوري

دعني أُسائلُ عن تباريـحِ النَّـوىعلِّي أراهُ يُجيـبُ عنـد مَسيـري

كان ( البلالُ )بروحِ حُـبٍّ يمتطـيسِـرجَ المَشاعِـرِ هانئـاً بحَبـورِ

يبقى عظيماً و هو منْ سَجَدَتْ لـهُجُلُّ القوافي حرفُـهُ و سُطـوري

يبقى ( البلالُ ) هو المؤذِّنُ في سَمابوحِ الفصاحةِ من تليـدِ عُصـورِ








شاعر عماني


 
[align=center]

لن تكفي كلمة و لن يكفي مقال ولن نشبع في قول قصيدة ,, كي نخّلد ذكراك يا ابو عبدالله



رحم الله روحك المعطاء و أسكنها فسيح جناته

[/align]
 
هل يتكرار الشاعر ناصر علي مبارك البلال رحمه الله تعالى خصوصا بعد الثوره المعرفيه وطلع أبناء المدينه على المخزون الشعري الخارج لبعض الدول مثل مصر والعراق
 
" شارية الليل "



فعلا لن تفي الكلمات أو المقالات في حق أستاذنا الراحل .. " ناصر البلال "

رحمة الله واسكن روحه المعطاءة فسيح جناته



01933ff9ec6aadc2b3141263a700f058.jpg




واعتذر عن قلة تواصلي بخصوص البحث لظروف

والدي الصحية

- شفاه الله -



وهنا مرثية رائعة في في أستاذي الراحل ...





أسورة هذا الرحيل







لا تعاظم صغر حتفك او تلامس كحل حور *** شب مثل الليل وارخي سايرات الضي ضي

مثل الوان الصحايف او مثل شمس السفور *** امنيات وتمتمات اتصيح من ماتو علي

جرجر النازف ذيوله واستراح من العثور *** وانتفض للموت طفل كان يدور فـــــيك شي

كان يسكب فاه ناي يرتشف صمت النحور *** كنه ينسج من خياله ميت والثوب حي !!!!



يامنار كنت فينا

مثل للكون شمس

مثل للرمل غرس

مثل ما هذه الغواية الزاجرة

كف ندي

مدت الركن الفيافي

بساطها يتلاه غي

من حزن ذا اليم

يرمي في يدي

المحار

ميناء

حتى سعفك صور

ذابل ..

للنخيل .. الوان

غبرا

..مايله يم الخريف

كنها والعمر تحكي

سالف الحنا الكفيف

جت تناديك بحكاوي

اللي اكتبت مليووووووووون

شاعر..

او فدت مليون

ناشر ..

او هدت هذه الرواية

الساحرة مليوووون

قاص

او تلت للغيم

اية..

من اسامي السندباد

ناصر

.. والكون ماطر

من عطر حبرك

دهووووووورا

( عظم الله الاجر فينا)

صارت الاجفان تقرى عن سواليفك دموع

صارت الاكوان تزرع في تراتيلك شموع

صارت اشباهك قصايد تخنق الدنياسطوع

لين نارت في سناها

اغنية بحارها

هي هدت للموت

عمرك ..

ظلو اصحابي

ف سرك

ياعطاك

النزف فينا

( عظم الله الاجر فينا)طاح عرق الصافنات اشباه من دمع يحور!! *** وانتشل من همس نوحة اغنية بحار مي

كنت اذكر لك اماسي من قصيد النار طور *** لو ابكتب كل ارضي ماتكفي النار مي

اه يا يمي شراعك جدفت يــمك شـــعور*** السواحل دمع جاري واي دمع اه أي

تتبع اركون الكواكب جرة الركب الصقور *** كنت من يحضن فضاها وسايق الرحلة لفي

من سمعنا الريح تهرف انتفظ في الكون شور *** قطعة قطعة وصبري طاح من فجعة وكي

اسورة هذا الرحيل وبثت بشطر العبور *** وقفت حد الثمالة والحزن بالدمع ري

كم تعاظم للحروف الشح شيطان السطور*** أيــــــــة للنبع كفك تطعن الحس بيدي




كنت من خلى الورق

يفخر وغنى للاصيل

سالت اكتافك عليه

وقلت("تبارزون الدنا بالشرق مفخرة

لكن اهواءكم في الغرب تبتهل")

علمت صمت القافلة

ترعى الحناجر بالعويل

ياناصر

احفاد الرضى

من بسملة هذا الغدير

لاصارت اضلوع البحر

او كانت احروف المطر

قصة على متن الرحيل

اكيد جمر السالفة

موتك هو الاصعب اكيد

خلوني اقرى مدمعي

خلوه يسمع

فاتحة

يارب سكناه النعيــــــــــــــــــــــــم



علـــــــــي العمري




__________________​



مازالت الحروف مستمرة



صفو ودادي



أخوكم



أنور البلال





 
أخي الكريم



" نضال "



أشكرك على إطلالتك في سفينة الراحل الأستاذ .. " ناصر البلال " .. وأرحب بك في ذات الوقت

هنا معنا في موقع المدينة " صور " متمنين ان نحظى بالإستفادة من قلمك وأن يثري فيينا الشيء

الكثير ويقال : ( أن العباقرة لا يأتو إلا في كل 100 عام مرة ) والموت حق لا خلاف في ذلك أخي

الجليل ولكن المدينة ودعت ابنا من ابنائها واديبا من ادبائها وشاعرا من شعرائها وفقد الساحة الادبية أحد رموزها الذين ملأوا الساحة شعرا - أدبا وتاريخا ..ومن أجمل ما قيل عنه قول رفيق دربة الأستاذ الشاعر .. " سالم سعيد العريمي " :

( فقد كانت الإنسانية تتجلى في شخصيته بأسمى معانيها فكان يأسر أي فرد بحديثه العذب ويدهشك بنبوغه العجيب وقدرته للولوج في عالم الأدب والإبداع باشكاله وانواعها المختلفه فقد كانت قناعاته راسخة وقوية وحججه قاطعة وكان صادقا مع نفسه لأبعد حد

يتخيله إنسان فعشق مدينته حتى بات يجسدها فكان قلبها النابض ولسانها الصادق فكان بذلك أستاذا وصديقا وحبيبا ورفيق درب ) رحمه الله رحمة واسعه وأسكنه الفردوس الأعلى .



قبس من وحي الخنساء







خنسـاء يـا قمـة تزهـو بهـا القمـم ... و يا منـار هـدى مـن دونـه العلـم

يا دوحـة الشعـر فـي أفيـاء وارفـة... يا رمز وحـي تسامـى نـوره عمـم

فجـرت للشعـر نبـع الكبريـاء كمـا... ضحيت بالشم كـي لا ينحنـي الشمـم

يا أخت صخـر ! تعـرت كـل قافيـة... وغرب الشعر لمـا استغـرب الرحـم

تجثو القوفـي و لـم تنهـض لغايتهـا ... و ينحني الشعـر و الأنشـاد و القلـم

قد غيب الشعر يـا خنسـاء و ابتذلـت... تلـك الخرائـد حتـى سامهـا الغـنـم

يا أخت صخر ! و أضحى صخرنا مدرا... يا بنت عمـرو ! وهـذا عمرنـا عـدم

قد عبـد الشعـر للأوثـان فـي سفـه ... من بعـد أن حطمـت أوثنهـا الكلـم

ساموه خسفاً ، و عاثوا فيه دون هـدى ... و ما رعوا حرمة تنسمـوا بهـا الذمـم

عاثوا فساد الرؤى فـي عجـم منطقهـم ... و استعجم العرب حتى ضجـت العجـم



للذكرى بقـيــة .....



مودتي



أنور البلال

 




أخي العزيز



" المايسترو "



أشكر لك متابعتك وأهتمامك وننتظر عودة قلمك بفارغ الصبر

ولا داعي للشكر فالشكر لله اولا واخيرا وهذا غيض من فيض

لأستاذنا الراحل من باب الوفاء ..



هل هناك علاقة بين مدينة صور في سلطنة عمان ومدينة

صور في الجمهورية اللبنانية؟



رحل الشاب المثقف –المؤرخ –الأديب:

ناصر بن علي بن مبارك البلال المخيني..رحمه الله تعالى

.وترك لنا مآثر كثيرة،منها إخترنا هذا النص كجزء

من محاضرة له عن الفينيقين وأصولهم ..

إن الحديث عن مدينة صور العمانية يثير العديد من علامات

الإستفهام عن علاقتها بمدينة صور اللبنانية وهذا يقتضينا

أن نجلو العلاقة-إن كانت ثمة علاقة-بين هاتين المدينتين

البحريتين العربيتين اللتين كان لهما منهما شهرة واسعة

مرتبطة بالملاحة والتجارة البحرية حسب السياق التاريخي

لكل منهما ، من خلال الإجابة على السؤال التالي :

هل هناك علاقة بين مدينة صور في سلطنة عمان مدينة

صور في الجمهورية اللبنانية؟



يقول مؤرخنا رحمه الله .. : ماقاله علماء صور (لهيرودوت)

وهو أن أجدادهم قدموا إلى بلدهم هذا من شواطئ

الخليج الفارسي ، وأنهم شادوا تلك المدينة في العهد

الذي نسميه نحن القرن الثامن والعشرين قبل قبل الميلاد "(.

ونقرأ في "بهجة المعرفة " منذ القرن 25 ق.م ومابعده ،

أخذت تتكاثر في شمال سورية خاصة وحتى جنوبه

هجرات بشرية كبيرة مصدرها الجزيرة العربية ،

سماها السومريون باسم عمورو (أي الغربيين)

لأنهانزلت في غربهم ،..وعرف الذين توطنوا من هذه

الجماعات المهاجرة في وسط سورية حتى فلسطين

بالكنعانيين ،أما الذين نزلوا على طول الساحل السوري

،وأسسوا عليه مجموعة من المدن التجارية المستقلة

فقد سماهم الإغريق بالفونيين وهو الاسم الذي شاعت

كتابته اليوم بالفينيقين"..ويقول د/محمد بيومي مهران:

"في نهاية الألف الرابع وبداية الألف الثالث قبل الميلاد

أخذت الهجرات من الجزيرة العربية وبصورة منتظمة ،وأخذت

تطغى على الشرق الأدنى وتؤثر فيه ،وكانت سورية محطاَ

لهذه الهجرات من البدو الساميين ..كانت الموجة الأولى

هي موجة الأموريين ومع الأموريين-أو في أعقابهم-تقدمت

موجة أخرى تحمل إسم الكنعانيين أو الفينيقيين كما أطلق

عليها اليونان".

وقبل أن نستقرئ النصوص الثلاثة الأولى الآنفة ،علينا أن

نتعرف على مصطلح الساميين الذي ورد في نصين منهما:

فمن هم الساميون ؟وماهو موطنهم الأصل ؟

تطلق تسمية الشعوب.

السامية على:الأكاديون وهم البابليون الآوائل.

الكنعانيون (العمورون في الشام والفينيقين في لبنان) الآشوريين .العبرانيين .الكلدانيين.الآراميين .العرب .

ويقول صاحب تاب من قاموس التراث":لاشك في أن

بعض الشعوب السامية قد سبقت بعضها إلى الوجود

ليس كشعب فقط وإنما كقبائل في مواطنها الأصلية

،وآخر الساميين هم العرب،نتج نت (هذا الإشتباه )

عن ورود هذه الكلمة في مدونات سرجون الأول مؤسس

بابل الذي يتصل تاريخه بسنة 2800ق.م وكان سرجون قد

توغل في جزيرة العرب وقاتل أقواما ما سماهم ملوقة وعرب

معان أو مجان .وقد إستخدم مصطلح الساميين أول مرة

على يد المستشرق الألماني (أوجست لودج شلوتسر)-

كما يقول د/مهران -في النص الذي ينقله عنه :

"من البحر المتوسط إلى الفرات ، ومن أرض الرافدين حتى

بلاد العرب جنوبا ،سادت -كما هو معروف-لغة واحدة،ولهذا

كان السوريون والبابليون والعبريون والعرب شعبا واحدا ،وكان

الفينيقيون أيضا يتكلمون هذه اللغة التي أود أن أسميها اللغة السامية



ويرى ستينوموسكاتي "أن مصطلح الساميين يعنيى جنسا

بشريا واحدا يرتفع في نسبه إلى سام بن نوح علي السلام

،ويتميز (هذا الجنس) عن غيره بصفات مشتركة بينة، وهي

لغوية قبل كل شيء،فبين اللغات السامية من التشابه الكبير

في الأصوات والصيغ والتراكيب والمفردات مالا يمكن معه أن

ننسب تقاربها إلى حدوث اقتباسات بينهما في العصور التاريخية

،وانما لا سبيل إلى تفسير هذا التقارب إلا بإفتراض أصل مشترك

بينهما".وتتميز اللغات السامية بكونها لغات اشتقاقية في

مقابل اللغات الأخرى ذات الخاصية التركيبية ، ويعتبر العلم

الحديث تسمية الساميين أو الشعوب السامية تسمية لغوية

أكثر منها تسمية جنسية ، أي أن التسمية ليست جنساً صافيا

بالمعنى الأنثروبولوجي كما يقول د.جواد علي".

" ويرى كثير من العلماء من أمثال : سبرنجر – ايرهاردشرادر –

كارل بروكلمان – كينج – جون ماير – ستانلي كوك –

هوجو فنكلر – تيله – الآب فنسان – جاك دي مورجان –

كايتاني – ديتلف نيلسن – فريتزهومل – فليبي – سايس ،

يرى هؤلاء العلماء أن المواطن الأصلي للساميين كان جزيرة العرب ،

ذلك الخزان البشري الشهير الذي لم يتوقف عن أن يقذف –

كإقليم طرد وكصحراء فقيرة ولكنها ولود – بالموجة تلو الموجة

إلى منطقة الهلال الخصيب المتاخمة والجذابة ، وإلى وادي

النيل عبر البحر الأحمر أو عن طريق سيناء ، يؤكد ذلك الأكاديون

على لسان سرجون الأول الذي كتب عن أصله في نقش مشهور

ما يفهم منه صراحة أنه وعشيرته نزحوا إلى العراق من شرق

جزيرة العرب ، وقال بذلك المصريون حين روى قدماؤهم أنهم جاءوا

من الجنوب الشرقي من بلاد اليمن ( بلاد بونت ) " (13) .

ويقول ( ول ديورانت ) : " مهد الجنس السامي ومرباه جزيرة العرب

، فمن هذا الصقع الجدب حيث ينمو الانسان شديداً عنيفاً ، وحيث

لا يكاد ينمو نبات على الاطلاق – على حد قوله – تدفقت موجة

في إثر موجة في هجرات متتابعة من خلائق أقوياء شديدي البأس

لا يهابون الردى " (14) .

أما محمد بيومي مهران فيقرر قائلاً : " لا ريب في أن الفينيقيين

إنما هم قوم ساميون، كالعرب تماماً ، بل إنهم عرب الأصل نزحوا

من بلاد العرب منذ زمن قديم ".

ونعود الآن بعد أن عرّفنا بالساميين وبمواطنهم الأول إلى النصوص

الثلاثة الأولى التي اقتضى ورود مصطلح الساميين في نصين

منها إلى هذه الجولة لنستخلص منها الحقيقة التالية :

إن الفينيقيين هم عرب ساميون هاجروا من جزيرة العرب ،

موطنهم الأول ، إلى ساحل البحر المتوسط ضمن الهجرات

العربية الكبيرة خلال الفترة التاريخية الممتدة من نهاية الألف

الرابع قبل الميلاد إلى القرن الخامس والعشرين قبل الميلاد

وأنهم أسسوا في موطن هجرتهم عدداً من المدن التجارية

المستقلة منها : أوغاريت ، وأرواد ، وجبيل ، وصيا ، وصور .

ويجمع المؤرخون على تأسيس صور اللبنانية كان في

العام 2750 قبل الميلاد ، أي القرن الثامن والعشرين

وفقاً لرواية المؤرخ والجغرافي اليوناني

( استرابو / ن 64 ق . م . – 24 م . ) إلى " أن مقابر البحرين

تتشابه ومقابر الفينيقيين ، كما أن سكان جزر البحرين يذكرون

أن أسماء جزائرهم إنما هي اسماء فينيقية وأن في مدنهم

هياكل تشبه الهياكل الفينيقية " هذا من ناحية النصوص التاريخية



ويقول علماء النحو المقارن من أمثال : بروكلمان ، ووليم ،

وإدوارد روم ، وديفيد يلين ، إن اللغة العربية الفصحى هي

بلا منازع أقدم صورة حية من اللغة السامية الأم، وأقرب

هذه الصور إلى تلك اللغة التي تفرعت منها بقية اللغات

السامية ، وهذا يفسر لنا القدسية التي كانت للعربية

الفصحى بين عرب الجاهلية . (

ونضيف إلى ذلك أن القدسية كلها كانت لهذه اللغة يوم

اختارها الله جل وعلا لتكون لغة المعجزة الخالدة لخاتم

الأنبياء والمرسلين عليه أفضل الصلاة والتسليم ،

وصدق الله العظيم الذي يقول وقوله الحق :

( إنّا أنزلناه قرآناً عربياً لعلكم تعقلون ) 2 / يوسف .

وقد مر بنا سابقاً أن لغة الفينيقيين كانت لغة سامية

كما ذكر المستشرق الألماني (شلوتسر ) ، ويقول مؤلفو "

بهجة المعرفة " وهم يتحدثون عن الإرث الأدبي الخصيب

للفينيقيين مانصه : " ألقى اكتشاف نصوص أوغاريت

( راس شمرا ، قرب اللاذقية في سوريا) المسمارية

ضوءاً كبيراً على أساطير ومعتقدات المنطقة في الحقبة

السابقة للعصر الحجري ، ومع أنه لم يصلنا سوى عدد ضئيل

من النقوش والوثائق الخاصة بالأدب الفينيقي نفسه الذي كان

خصباً فيما مضى ، فهذه المخلفات بالغة الأهمية من ناحية

الكتابة أيضاً ، لأن الأبجدية الفينيقية كانت أساس الأبجدية

اليونانية والأبجديات السامية الأخرى ، كذلك كان الفينيقييون

يتكلمون لغة سامية كتبوها بابجدية مؤلفة من 22 حرفاً ساكناً

لا حروف صوتية فيها " .

وهذا من الناحية اللغوية

وقد أجرى ( تويودور بنت ) عام 1889م . تنقيباً

في مقابر البحرين وبعث ببعض ما عثر عليه إلى

المتحف البريطاني لفحصها ، فتبين أنها من مقابر

الفينيقيين قبل هجرتهم إلى سواحل البحر المتوسط. .





ما زلنا في الذكرى ....



دمتم بود



أنور البلال


 



سلامـاً أيُّها الفينيقي الأخير





الخميس 9نوفمبر ‏2006‏ صباحٌ صوريٌّ مشرق، جاءت به الشمسُ كمضيفةٍ فاتنةٍ تقدم لركاب الدرجةالأولى في طائرة الحياة وجبتهم الصباحيَّة من النـَّور والبحر. تلك ميزة ٌ حضارية ٌجغرافية ٌ وهبةٌ إلهية ٌ لصور منذ بدء الحياة . حتى أنَّ أهلها الأوائل حملوا اسم(عرب مشرق الشمس) تتويجاً لهذا المثلث الشعري المقدس ( الشمس والإنسان والبحر ).





لكنَّ ذلك الصباح رغم بهائه ، كان التوقيت الفادح لخبرٍ أكبر من الكارثة، و أقلمن القيامة. خبرٌ ظلَّ مؤجلاً في فم الغيب، و ظلَّتِ الأيامُ تهرب منه و ترفض أنتكون التاريخ المشؤوم الذي يحمله، حتى جاء هذا الصباح الغافل، ليفجعَ قلوبَ أهاليصور و لمرةٍ واحدةٍ بنفس عمق الطعنة و شدة الألم، لتدخل المدينة حدادها الرسميالثاني، منذ غرق السفينة ( سمحة ) قبل أكثر من نصف قرن، حتى رحيل أهم رمز ثقافيلصور في هذا اليوم .. كان الخبر هو رحيلالأستاذ ناصر بن علي البلال.





رَحَلَالأستاذ ناصر البلالعن عالمنا، كما ترحلالكواكب المنيرة عن سماءٍ صدأ سقفُها و اسَّاقطت كِسَفاً قبل أوان الساعة.





كنتُما أزال محاطاً بهالة حلم الليلة السابقة، ذلك الحلم الذي تركتُ تأويلَه للبصيرةوالحدس ، كما فعلتُ مع جميع أحلامي و سأفعل دائماً، عازفاً عن رأي ابن سيرين وفرويد. حُلُمٌ كان بالاشتراك مع أعز صديق للأستاذ الراحل : كنا ـ الصديق المشترك وأنا ـ في سيارةٍ ، نسيرُ في شوارع صور . و كان قائد السيارة شخصاً لا أعرفه ـ أحسبهالقّدر ـ و فجأة أعطاني الصديق طبقاً مغطىً، لم أعد أذكر ما الذي كان يتساقط منه،بسبب حركة والتفاف السيارة. بعد ذلك سلّمتُ الطبقَ لصديقي، و طلبت من السائقالتوقفَ، و ترجلت من السيارة، ليواصلا الحُُلمَ دوني، و لأصحو قَلِقاً .





لم أكنقد تبينتُ المسافة بعدُ بين الوعي و اللاوعي، حين رنَّ هاتفي النقال، و كان المتصلأبي ـ ذلك الرجل الذي اعتدتُ تصديق كلِّ ما يقول. جملة ٌ أولى : هناك أخبارٌ سيئة. جملة ثانية : الأستاذ ناصر البلالتوفي إثر حادث سير . انتهى الخبر. لم يكن هناك من وسيلةٍ أخرى لنقل الخبر غير تلك التي استخدمها أبي، فالحقائقالكبرى لا تحتاج إلى شرح ٍ أو تمهيد. عليك أن تسمعها دفعة واحدةً، و لك أن تصدقهاأو تكذبها بعد ذلك دفعةً واحدةً. طبعاً لم أصدق، و لا أريد أن أصدق ..





لم يكنموته عبثياً، حتى و إن صرخ ألبير كامو بأعلى صوته : الموت في حادث سيارة هو أشدأشكال الموت عبثية، و برغم ذلك مات كامو في حادث سيارة !!





كلا .. كلا لم يكنموتُ ناصر البلال عبثياً. هذا الرجل الذي لم يعبث ساعة ً واحدةً طوال حياته، إلاإذا اعتبر الآخرون أن الحرية المطلقة هي نوع من العبث و اللاجدوى.





ناصر البلالكان رجلاً ذا إيمان ٍمطلق بالله ثم باللغة و بصور. و كنانحن مريديه نرى فيه القطب الأعلى للأبجدية الشعرية و للوعي التاريخي و للإيمانبالمطلق.





لم تكن أصالته لتمنعه من الإطلاع على الحداثة وما بعدها ، كما لم تكنعاطفته الجارفة لمدينته صور لتمنعه من البحث و التنقيب في بطون الكتب و المراجعالتاريخية، و بين المتاحف و الآثار و اللُقى التاريخية، و اتباع المنهج العلميالدقيق في كتابة التاريخ، ليصل إلى نتائج مذهلة في الكشوفات التاريخية، قدمها فيكتابه المهم ( قبائل الجَنَبة و ميناءهم التاريخي صور ) طبعة دار الحرم/ القاهرةأغسطس 2005 . الذي لن يكون البروفيسور عبد الحليم نور الدين آخر من أشادوا بجهدالرجل العظيم الذي أخلص لدينه و أمته و لغته فيه. و سيكون على الأجيال القادمةاكتشاف الأثر الإنساني الكبير الذي خلّفه الراحل.





كما لم يكن عقله الراجح وهمومه الكونية لتمنعه من التواصل الإنساني الجميل مع من هم حوله، فهذا الرجلالموسوعي المعرفة كان موسوعياً أيضاً في الأخلاق والصفات النبيلة.





ناصر البلالهو الأنموذج الفينيقي الأخير لحضارة غيرت مجرى التاريخوالشعر.





كان يدرك أن الشهادة الأكاديمية لعنةٌ يمكنها أن تودي بصاحبها إلىالانغلاق و التقوقع داخل الغرف الجامعية التي يتصلب فيها الهواء قبل الفكر. لذا فقدقرر أن يصنع لنفسه ثقافة ً أكاد أجزم أنها ليست علماً بشرياً خالصاً، بل حالة ًعرفانية ً يتجلى فيها الرباني في البشري.





ديوانه الأول والأخير ( حورية البحر) الذي ما زال قابعاً في مكتبة فينيق بصور، كسرٍّ منأسرار الحضارات في قاع المتوسط، و كتابه الأول و الأخير ( قبائلالجنبة وميناءهم التاريخي صور ) الذي سيحاصر بالأسئلة والشكوك العقيمة ،كنبيّ مُرسل إلى بني إسرائيل ، لهما شهادتان فاضحتان على ما آل إليه الوضع الثقافيالعام و الخاص .





ناصر البلاللم يكن غريباً في وطنه، بقدرما كان هو الوطن الغريب . وكما قيل وسيقال ( لا كرامة َ لنبيٍّ في قومه).





سيبقىناصر البلالشخصية ًإنسانية ًفذة ًيحبها الشعراءوالروائيون. يستعصي على مجازهم و سردهم، و يستعصون على نسيانه.





في اليوم السابقلموته كنت اجلس أمام التليفزيون، أتابع فصلاً جديداً في التراجيديا الفلسطينية ( مجزرة بيت حانون) حين همس زميلي : ما أكثر الموت لديهم ! يتعاقب الموت كتعاقب الليل والنهار. فقلت له : خطورة الموت تكمن فيمن يأخذ منالأحبة لا في كم يحصد من الأرواح. الموت يراوح بين التلقائية والانتقائية.





نعم .. نعم .. كان موتناصر البلالموتاً انتقائياً مذهلاً، لأمةٍلم يعد لديها الكثير من المبدعين لتواجه بهم قدرها الحضاري.





لي أن أختم بكلامجميل للأستاذ الراحل من مقدمة كتابه : ( إن الجغرافيا مهما كانت عبقريتها ، لا تكتبالتاريخ إلا حين ترتوي و تتشبع بالفعل الإنساني الخلاّق ، وهكذا كانت صور المدينةالميناء، و هكذا كان الجنبة عبر مسيرتهم التاريخية، و على امتداد مساكنهم التاريخيةكذلك، توحّدٌ و تماثلٌ بين الغطاء الأرضي و الغطاء العقلي (البشري) حيثما كانوا،سواء في معقلهم الأصيل الأثيل الراسخ في العراقة، أم حيثما رغبوا من منتجعاتٍ، و قدحملوا اسم مينائهم التاريخي إلى ساحل بلاد الشام بذات الاسم الخالد العريق : صور، وبنفس العمل الخلاّق : النشاط الملاحي و التجاري، و بنفس الرسالة الحضارية : وصلاً وتواصلاً بين الحضارات، وإثراءً و تخصيباً للفكر الإنساني و العمل البشري المبدع).





سلاماً أيها الفينيقي الأول





سلاماً أيها الفينيقي الأخير





الأخ الشاعر /محمد السناني




شاعر عماني




نُشرَ في جريدة الوطن العُمانية






مستمرون في الذكرى يا أبا عبدالله ...



مودتي



أنور البلال
 
صوت ...

من كان يتكئ على جبل الورد .. رحل

لم أصدق كما أنني لم أكذب، فمن مثله لا يموت دفعة واحدة ولا يعيش غربة كاملة، كنت بين بين، كان أكثر من إنسانٍ وأقل من ... !

من كان يتكئ على جبل الورد .. مات

مات لأن السماء لم تتسع لخصائص الورد

كيف يمكن للموت أن يلتحم بالطينيِّ إلى هذه الدرجة دون أن يتأنسن،أو يشعر بخدر أو تعب.

كان يقول لي دائما: ( لن أموت في حادث سير )

ولكن كان لا بد له أن يموت في حادث لأنه أقوى من نظام الموت أثناء قيامه بوظيفته الأبدية.

كان أكثر الناس رغبة في الحياة، وأقلهم ارتباكاً أمام الموت، وكان يُخيّل إليّ بأنه سيكون شاهدا على يوم القيامة وذلك لفرط رغبته في الحياة، كان يندفع إليها بشفافية وانطلاقة طفل، ويقاومها بروح بحار فينيقي، فكان لا بد من معركة بين المؤقت والدائم ليسقط أحدهما شهيدا إما الموت أو ناصر البلال.

ولم يكن يملك في حربه تلك سوى الوهم، فلا شيء ينتصر على الحقيقة سوى وهمٍ جميل.

من كان يتكئ على جبل الورد .. مات

مات لأن الأرض لم تتحمل سماوية روحه

رحل من اليومي إلى الأبدي ومن النسبي إلى المطلق



لم أتهيأ لليلة الغياب تلك، فقط رأيت جنازة تُكحل شوارع الإسكندرية بمداد الحزن، فأدركت بأنها طريقة من طرق إيصال الخبر، الجنازة لم تكن سوى ساعي البريد لدى الموت لا أكثر أو أقل.

وكنت مقتنعا منذ البدء أن الإنسان القادر على الحب لا يموت إلا بعد أن ينضب نهر الحياة بداخله، ولكن الموت كعادته يكسر كل قناعاتنا نحن الطينيين.

كان رجلا بجغرافية مدينة ومدينة لها ملامح إنسان، وكانا يشبهان بعضهما إلى درجة التطابق، فكان يشهرها سيفا من ورد إزاء كل شيء، وكانت بدورها ترفعه ديوان شعر في وجه حاضرها المكسور.

من كان يتكئ على جبل الورد .. مات

مات لأنه كان أكبر من تصورنا، وكنا نحن أقل استيعابا له.

ألهذا مات ...!!

ألأنه صنع عالمه الخاص ..؟!

ها أنا أراوح بيني وبين فعل ماض ناقص وإشارات استفهامٍ، لا لشيء بل لأجد مدخلا في الأبجدية يرزقني بلغة جديدة، لغة تغطي مساحة حبه ونقائه بماء غمامة.

ولكن مدى الإحساس أكبر بكثير من خارطة اللغة.

ها أنت تغتسل الآن بساحل من الكتابة والذكريات المطرزة بالحب والتي تحاول ترميم ما قد تكسر ولكن ..

إن كان يجمعنا حب لغرته *** فليت أنّا بقدر الحبِّ نقتسمُ

أما صور فقد كانت في ثوبها البحري فاتنة أكثر مما كانت عليه من قبل، في الوقت الذي توقعت أن أجدها عابسة باكية ، وذلك لأن ترابها الشعري يضم جسدا عاشقاً، وفضاؤها اللؤلؤي مفتوح لعصافير روحه.

صور التي ترفرف روحه فوق كل زواياها كقنديل أخضر، والتي يتحلل جسده البشري فيها ليتشابك بكل حبات رمالها وتغتسل بثوراته وصهيله بشكل يتعدى الواقع والمحسوس.

لك أن تنام بعد أن صيّرت نفسك أوكسجين حب ونقاء، وتركت حرائقك وغناءك خيمة عشق وأنشودة سلام.

لك أن تنام بعد أن تركت تحت كل باب رسالة حب، واعتذار ربما لأنك أحببتنا بشكل فائض عن حاجاتنا.

ستأتي عصور من العطر بعدك لتقول بأنك كنت من أهم خصائصها وسنجيب بأنك كنت كل خصائصها

ها أنا يا حبيبي وحبيب الورد أختم لقائي بك ببيت للمتنبي كما كنتَ تُحب دوماً

إذا ترحلت عن قوم وقد قدروا *** أن لا تفارقهم فالراحلون همُ

هنيئا لك الحياة التي أنت فيها أكثر حياة.

من كان يتكئ على جبل الورد .. مات

ناصر البلال مات وهذا كل ما في الأمر.


الأخ الشاعر /عبد الله العريمي

شاعر عماني

نُشرَ في جريدة الوطن العُمانية

 
اشكرك اخوي انور البلال على هذا الطرح الرائع والمميز في فقيدنا الغالي( رحمة الله عليه واسكنه الله فسيح جناته) المرحوم ناصر بن علي البلال

البلال اسطوة سيظل في ذاكرة الزمن تتناقله الاجيال جيلا بعد جيل .

واقتبس هذه العبارة من مقال الدكتورة سعيده خاطر التي اجدها تنطبق على المرحوم حين تجلس معه

(((وكان الجميع يستمعون وقد أخذ منهم الإعجاب والدهشة الكثير وكان البلال أشبه بالساحر الذي يمسّ بعصاه قلوب المستمعين ويحركها معه )))

ومتابع لموضوعك
 
رحمك الله يا ناصر البلال ..



برغم أني لا أعرفه شخصيا .. ولم أسمع به ربما كوني من السعودية .. إلا بعدما قرأت هذه النبذة عن راحلنا تغمده الله في الجنة .. عرفت كم هي النتيجة بفقدنا هذا العلم الرمز ...



فرحمك الله يا ناصر البلال ...
 


مرحبا بالجميع .. مرة أخرى



عذرا لغيابي الطويل ولكن الظروف الصعبة التي مررت بها كانت مؤرقة



بفقدان آخر للراحل العزيز " والدي " رحمة الله وأسكنة فسيح جناتة فما



نلبث بعد مدة إلا أن تعود النوارس أدراجها لتلثم تراب الوطن وتحظن بحره



والراحل " ناصر البلال " هو أستاذ وأبن عم واخ وصديق في أن واحد وما



نخطه من حروف هنا ليس إلا قليل من كثير قدمة من أجل المدينة الحبيبة



الشامخة العفية " صـــــور " وهو ما يعكف الكثيرون الآن لفعلة وأخص بالذكر



الأستاذ الرائع .. " حمود الغيلاني " .. وأخص أستاذي الفاضل على سبيل المثال



وليس الحصر مع أحترامي وتقديري للجميع .. عدنا والعود أحمد .



... مستمرون في رؤيتنا ...





أخوكم



أنور البلال
 
اخر محادثة هاتفية لي مع المغفور له ناصر البلال



في اليوم السابق لرحيل الفقيد كنت في مسقط , اسعى في الانتهاء من اجراءات طباعة رواية " جوهرة صور " , بعد التحايا كان سؤاله الاول ما اخبار الجوهرة ؟؟



زففت له خبر انتهاء الاجراءات وقريبا استلم ترخيص الطباعة .



ثم قلت : استاذي الكريم , ليس هذا سبب اتصالي , ولكن احمل لك بشرى اول ديوان شعر مطبوع لاحد ابناء صور عام 1965 م , ديوان الشاعر والنوخذا



راشد بن مبارك الرزيقي .





صرخة سمعتها تجلجل فرحا : الله اكبر يا ابو نصر , اين الديوان ؟؟





ابلغته انني احمل نسخة مصورة منه ... اسمع ماذا يقول :



وأنا المخمس راشــــــد

أبن الرزيقي الماجـــــد

يكفيه من به جاهـــــــد

ثم صلاة الواجــــــــــد &&&&&&& على النبي خير الرســـل



محمد بخير البشــــــــر

لأجله أنشق القـــــــــمر

شفيعنا يوم الحــــــــشر

وآله الغر الطــــــــــهر &&&&&&& وصحبه مالشهرهــــــــل





واذا به يقول : عجل بالعودة غفر الله لوالديك ...آتني به .





في صباح اليوم التالي كنت اتهيأ للذهاب الى استاذي الفاضل غفر الله , حسب موعدنا الساعة العاشرة صباحا .



واذا بالهاتف يرن , المتصلة كانت الوالدة ,





هل سمعت الخبر حمود ؟



قلت : اي خبر يا امي ؟؟



قالت : ناصر ود علي توفى , الله يرحمه ويغفر له .



صمت , اغلقت الهاتف , ذهب تفكيري الى الغالي الاقرب الى قلب المغفور له انور البلال , الذي اكد لي الخبر .





غفر الله لك استاذي ابو عبد الله , واسكنك فسيج جناته مع الانبياء والصديقين , اللهم آمين.​
 
أعلى