ومن قصص الأنبياء نتعلم التنمية البشرية وتطوير الذات ( متجدد )

almeem

مشرف عام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



ومن قصص الأنبياء عبرة وعضات ولنا ان نتعرف على ذلك موضوع جدا جميل و أعجبني

فلنتشارك معنا به



أولا نقف مع سيدنا سليمان



سوف نمشى مع ترتيب آيات القرآن الكريم فى سورة النمل و مع أول قصة و هى قصة النملة يقول الله تعالى حتى إذا أتوا على وادى النمل قالت نملة يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم لا يحطمنكم سليمان و جنوده و هم لا يشعرون .... فتبسم ضاحكا من قولها ......... سورة النمل



فتبسم ضاحكا من قولها



هذا أول درس من قصة سيدنا سليمان و هو الابتسامة و إن كانت دروس تنفع الحاكم أكثر من الداعية و لكنى وضعتها هنا لتقارب الفوائد التى من الممكن أن يتخذها الداعية لو طبقها على نفسه و الله أعلم و لكن أرردت أن لا أكتم شيئا و أن لا ننتقص من الموضوع و أن نأخذه ببركته

ومن هذه الآية نأخذ الآتى :



1 ـ تبسم سليمان عليه السلام لكلام النملة هو بمثابة تبسم الكبير للضعيف



الذي يخافه وهو لا ينوي أذاه



2 ـ تبسم سليمان عليه السلام لكلام النملة هو بمثابة تبسم الحاكم العادل للفقير



الضعيف الذي يرجوا النجاة والخلاص دون أن يلحقه الأذى من الحاكم، وهو يرى



تصرفات الضعيف الدالة على ذلك



4 ـ الابتسامة دلالة على أن سليمان عليه السلام لم



يقصر في حق رعيته، وأنه مرتاح الضمير ومستقر نفسياً وأنه ايجابي التعامل مع



5 ـ ]تبسمه لكلام النملة قد يكون من إعجابه بهذا المخلوق الصغير والضعيف، كيف



انه يدافع عن مملكته منادياً فيهم الدخول في مساكنهم.



6ـ تبسمه لكلام النملة أعطى للنملة القوة في الكلام، وهو ما نلاحظه من الآية



7 ـ تبسمه لكلام النملة أدى إلى إنقاذ مملكة النمل من الدمار.



8 ـ تبسمه دلالة على أن مطالب الضعفاء والمظلومين مجابة، وأن مطالبهم في



أكثر الأحيان مقبولة.



9 ـ تبسمه دلالة على أن للمظلوم حق أن يدافع عن نفسه أمام أي شخص كان



وأن حقه راد إليه لا لظلم القوي على الفقير الضعيف، أي أن العدالة سارية آخذة مجراها .



10 ـ على الحاكم أن يبتسم في وجه الرعية كبيرها وصغيرها، قويها وضعيفها،



فقيرها وغنيها، حاضرها وغائبها، لا أن يبتسم للحاشية ويكشّر ويتهجّم أمام الرعية



التي لا حول لها.

11 ـ الابتسامة دلالة على أن الرعية في مأمن (الإنسان والحيوان ) كل مصان حقه.



12 ـ دلالة على الشخصية السوية والمتزنة والشفافة والتي تتأثر بأي كلام صادر



حتى ولو من ضعيف مهمش .



13 ـ كلام النملة ذكّره بأن هناك في مملكته من لا يحسّ بهم إلا أن يلتقي بهم



بموعد أو بغير موعد، فكان درس عظيم للحاكم العادل .



14 ـ تبسمه شرح صدره بأن يدعوا الله تعالى ويشكر نعمه الجزيلة.



15 ـ دلالة على أن المملكة في مأمن، لا خيانات ولا انقلابات .



16 ـ دلالة على توفر العدالة الاجتماعية للجميع حتى الحيوان الصغير الذي له



الحق بعيش رغيد في ظل حكم عادل.



17 ـ وجود فسحة في حياة الحاكم وحياة الداعية فيه من اللهو المباح يتضمن



الكلام الذي في نوع من الدعابة واللطائف، لتفريغ ضغوطات المسؤولية والحياة.



18 ـ دلالة على وجوب اتخاذ الحاكم ندماء وظرّاف للترويح عنه بإلقاء النكت



والطرائف البعيدة عن المجون، لتجديد حياة الحاكم اليومية، وإخراجه من دائرة الملل

عن قصة سيدنا سليمان مع النملة و تبسمه لها



و اليوم إن شاء الله نأخذ قصة أخرى و هى قصة سليمان



و عرش بلقيس



و الآن مع الدروس المستفادة





عنصر القوة الأول "حكم عقلك وقاوم



العادات"

بسم الله الرحمن الرحيم



"قالَ نَكِّرُوا لَهَا عَرْشَهَا نَنظُرْ أَتَهْتَدِي أَمْ تَكُونُ مِنَ الَّذِينَ لَا يَهْتَدُونَ *



فَلَمَّاجَاءتْ قِيلَ أَهَكَذَا عَرْشُكِ قَالَتْ كَأَنَّهُ هُوَ وَأُوتِينَا الْعِلْمَ مِن قَبْلِهَا وَكُنَّا مُسْلِمِين " النمل 41



نفكر و نتصرف أحياناً كما تعودنا أو كما تعود غيرنا أن يفعل



أمامنا؛



فقوة التعود تتحكم فى طريقة التفكير و التصرفات الخاصة بنا



فنتحرك فى اتجاه ثابت ، محدد مسبقاً بالنسبة لنا



كم مرة رفضت فكرة لمجرد أنك لم تعتد عليها؟



الرسائل الربانية أتت إلى الناس لتغير ماتعودوا عليه من معاصى .



كانت قصة نقل العرش بمثابة اختبار لبلقيس هل ستنفي أنه عرشها



لمجرد انه موجود فى مكان لم تعتد عليه؟



هل ستهمل الرسالة و تكابر؟ أم ستتعرف على الرسالة



وتتقبلها بمحض إرادتها دون تدخل من أحد؟



نجحت بلقيس فى الاختبار وغلبت قوة التعود داخلها



و تلقت الرسالة و آمنت برب العالمين



عنصرالقوة الثانى "سياسة جس النبض"





بسم الله الرحمن الرحيم





"وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِم بِهَدِيَّةٍ فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ



"

سورة النمل آية 35







هى سياسة لا تحتاجها فقط مع عدوك



و لكنها وسيلة معرفة ذكية تسهل عليك كثير من التعاملات و تؤدى



للتقارب بينك و بين من أشكلت عليك طبائعهم .



هل رأيت ما فعلته بلقيس مع سيدنا سليمان عندما خافت بأسه؟



قامت بلقيس بتطبيق سياسة جس النبض بذكاء



عندما قامت بإرسال هدية لسليمان عليه السلام لتستكشف رد فعله.



سياسة تستحق أن تتدرب عليها



من يدرى؟ ربما احتجت لها فى يوم من الأيام



و لكن لتقوم بها بكفاءة



حذار أن يشعر بها الطرف الآخر



فتنقلب إلى طريقة مضللة لمعرفة الطرف الآخر

"كن مبادراً"عنصر القوة الثالث





كان الهدهد موظفا ًغير عادي كانت عنده إيجابية و مبادرة ملحوظة





بسم الله الرحمن الرحيم

"



فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَال أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِن سَبَإٍ بِنَبَإ ٍيَقِينٍ"



فالهدهد استنكر أن يجد أقواماً يعبدون غير الله ،



وهذا حرص منه على رسالة التوحيد،



فجاء الهدهد بأخبار صحيحة ودقيقة عن هؤلاء القوم.



و هنا تتجلى مسؤولية الموظفين تجاه إيمانهم بالرسالة



و إيجابيتهم فى العمل الاستكشافي وتحري المعلومات الصحيحة



ودفاعهم عن رأيهم أمام شك ولي الأمر ماداموا متأكدين من معلوماتهم



ترى ؟ كم هدهدا لدينا؟؟؟؟؟؟؟



الصواب أن نكون كلنا هدهد





بسم الله الرحمن الرحيم

"



وَجَدتُّهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِن دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ



عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ".



" عنصرالقوة الرابع



لغة الطير"



كان سليمان عليه السلام يجيد لغة الطير و كان هذا فضل من الله و نعمة



فهل نتقن نحن لغة البشر ؟.



كانت معرفة اللغات لسليمان عليه السلام، و سيلة إضافية للمعرفة و زيادة الخبرات



أتذكر كيف عرف منطق النملة؟



كم لغة غير لغتك الأم تتحدث؟؟؟؟؟؟؟؟



هل تتقن لغةلا يتقنها ممن حولك غير القليل؟



اللغة هى أحد أسلحتك فى عالم هوعبارة عن قرية صغيرة .

تعلُّم اللغات يكسر الكثير من حواجز الإتصالات و يجعلك متميزاً .





بسم الله الرحمن الرحيم





"وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنطِقَ الطَّيْرِوَأُوتِينَا مِن كُلِّ شَيْءٍ إِنَّ



هَذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ"



كان سليمان عليه السلام يجيد لغة الحيوان



فهل نجيد نحن لغة الانسان



هل نجيد لغة التواصل



وهل نجيد لغات اللسان؟





عنصر القوة الخامس "كن شاكرا و لا تغتر.. فتفتر"



سليمان عليه السلام أوتي فضلا عظيما و مُلكا كبيرا



ولكنه ظل شاكرا أنعم الله و لم يصبه الغرور



و ظل يعمل على مراقبة الرعية و العمال حتى آخر نفس



إن أيقنت أن ما تملك ليس لك و انك مؤتمن عليه فستعيش شاكرا



و تعمل على حفظه و حسن استعماله



فكل نعمة رزقتها هي ملك عظيم أنت مفضل بها عن الكثيرين

فكن شاكرا و لا تغتر فتفتر عن الشكر و الامتنان لصاحب الفضل



المنان فكل ما أنا فيه هو من فضل ربي







بسم الله الرحمن الرحيم





وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ عِلْمًا وَقَالَا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي فَضَّلَنَا عَلَى كَثِيرٍ مِّنْ عِبَادِهِ



الْمُؤْمِنِينَ" النمل آية 15



" فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِّن قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى



وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ النمل آية 19



" قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا



عِندَهُ قَالَ هَذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ النمل آية 40



وسوف نأتي تباعا لقصص الأنبياء ونستفيد منهم ^^





راق لي مع الصياغ...فوجدت مكانه هنا أكثر من ممتاز..
 

almeem

مشرف عام


فوائد من قصة يوسف عليه السلام







الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على من بعثه ربه رحمة للعالمين ، وعلى زوجاته أمهات المؤمنين ، وصحابته الغر الميامين ، والتابعين ومن سار على النهج واقتفى الأثر إلى يوم الدين أما بعد

فهذه فوائد كتبتها بعد تأمل بسيط في قصة يوسف عليه السلام ففي قصته عبرة لمن يعتبر

( نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك هذا القرآن ...)



الفائدة الأولى :

على الأب أن يعدل بين أبنائه ويمنحهم الحب الصادق والحنان على التساوي - وكذا كان يعقوب عليه السلام - حتى لا يؤدي طغيان حب أحدهما على الآخر إلى حقد في القلوب وضغائن في النفوس

( اللهم هذا قسمي فيما أملك فلا تلمني فيما أملك ولا أملك )

قال الله عن إخوة يوسف : ( إذ قالوا ليوسف وأخوه أحب إلى أبينا منا ونحن عصبة إن أبانا لفي ضلال مبين * اقتلوا يوسف أو اطرحوه أرضاً يخل لكم وجه أبيكم وتكونوا من بعده قوماً صالحين )

الفائدة الثانية :

الأصل في النفوس السلامة والطهارة حتى مع صدور الأذى منها ( قال قائل منهم لا تقتلوا يوسف وألقوه في غيابة الجب ... ) وليس لهذا تفسير آخر والله أعلم .

الفائدة الثالثة :

الإيمان بالله واليقين سبب في حفظ المرء من المعاصي والآثام : ( ولقد همت به وهم بها لولا أن رأى برهان ربه كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين )

الفائدة الرابعة :

المكر والدهاء طبيعة في بني آدم وليس بأداة نصر وتمكين إذ سرعان ما تظهر الحقيقة عياناً ( وجاؤوا أباهم عشاء يبكون ... وجاؤووا على قميصه بدم كذب قال بل سولت لكم انفسكم امراً فصبر جميل ... )

الفائدة الخامسة :

المؤمن الصادق يوكل أمره إلى الله ويوقن بأن الله له الأمر وإليه المشتكى في جميع الأحوال ولا غنى للمرء عنه وعن حمايته ونصرته ... ( قال بل سولت لكم أنفسكم أمراً فصبرٌ جميل والله المستعان على ما تصفون )

الفائدة السادسة : المؤمن العاقل يدفع التهمة عن نفسه ولا يرضى ثبوتها عليه بحال ( قال هي راودتني عن نفسي ..)

الفائدة السابعة :

العقل هو مصدر الأحكام الصائبة وإن شئت قلت العقل السليم : ( وشهد شاهد من أهلها إن كان قميصه قد من قبل فصدقت وهو من الكاذبين ... ) الآيات .

الفائدة الثامنة :

على الدعاة إلى الله أن يقتنصوا الفرص الدعوية ويتخيروا أنسب الأساليب ، كما عليهم أن يراعوا حال المخاطبين واستعدادهم النفسي لقبول تلك الدعوة .

وليعلم كل داعية يريد الخير للأمة أن أهم ما يدعو إليه هو توحيد الله عز وجل

يبدو هذا جلياً في الآيات التالية : ( ودخل معه السجن فتيان قال أحدهما إني أراني أعصر خمراً ...)

إلى قوله : ( ... ولكن أكثر الناس لا يعلمون )



إخواني الأكارم :

هذه بعض فوائد استخرجتها ببعض تأمل في هذه السورة العظيمة وأترك لكم الفرصة ليضع كل واحد ما عنده في هذا الباب عل الفائدة تكون للجميع إن شاء الله



جعلني الله وإياكم ممن سمع فوعي ، وعلم فاستنار وعمل ، وممن يستمع القول فيتبع أحسنه



والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته















قد راق لي نقله من منتديات الإسلام



http://muntada.islamtoday.net/t21017.html

 

almeem

مشرف عام
سيدنا زكريا عليه السلام نبي من بني إسرائيل ، يقال هو زوج خالة مريم عليها السلام

كان شيخا كبيرا ولم يؤت الولدَ أبدا، كان موحدا لله مخلصا في عبادته لا يبرح المعبد أبدا

أمنيته الوحيدة هي أن يُرْزَقَ الذرية الصالحة .

وقد تكفل بسيدتنا مريم عليها السلام بعد وفاة والديها ،

وكان كلما دخل عليها المحراب وجد عندها طعاما

فسألها ذات يوم عن مصدره ، أجابت : هو من عند الرزاق .

وفي هذه اللحظة تضرع سيدنا زكريا وخشع قلبه وجوارحه لله وأخلص في الدعاء

فقال بصوت الراجي المحب المتيقن بالإجابة : ( رَبِ لا تذرني فردا وأنت خير الوارثين ) .

فبشره الله تعالى بالولد وأنه سيُشْفِي امرأته من العقم وستحمل وتنجب الولد الصالح

وقد سماه الله تعالى بيحيى وهذا الاسم لم يكن موجودا من قبل ، وسيكون يحيى نبيا مرضيا

و اتبع زكريا ما أمره الله به :

" ألا يكلم الناس 3 ليال سويا وأن يكثر من ذكر الله وأن يأمر قومه بالتسبيح " .

ومنها عبره رسالتي إليكم :

ما عليكم إذا كنتتم تريدون الولد سوى أن تتبعوا ما يلي :

1. سارعو في فعل الخيرات .

2. ادعو ربكما رغبًا ورهبًا .

3. أكثروا من الخشوع له .

4. استغفروا الله أكثر من مئة مرة في اليوم .

5. ادعو بدعاء زكريا ( ربِ لا تذرني فردا وأنت خير الوارثين ) في جوف الليل .
 

almeem

مشرف عام
مُعظمُ الناس يَعيشون اليومَ في كهوفِ ذَواتهم بعيدًا عن التفاعُل مع همومِ الآخرين، وقلَّما تجِد اليومَ مَن يمد يدَ العونِ مِن تلقاء نفسِه للآخرين حتَّى، ولو كانتْ أمامَ عينيه ليلَ نهار، ولا تكاد تجِد مَن يُسرِع لنجدةِ ملهوف طواعية، فضلاً عن أن يُرشدَه لطريقِ الصواب، مع أنَّ دِيننا يرسِّخ في قلوبِ المؤمنين ضرورةَ أن ينفتحَ المرء على مُجتمعه ويُعايش قضاياه، وقد بيَّن النبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - أنَّه: ((مَن لم يهتمَّ بأمرِ المسلمين فليس منهم))، وما أغفل الناسَ اليوم عن همومِ المسلمين وقضاياهم! وقوله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((ليسَ مِنَّا مَن باتَ شبعان وجارُه جائعٌ وهو يَعْلَمُه)).







وكم في قُرانا وأحيائِنا مِن فُقراءَ لا يَجِدون ما يسدُّ الرمقَ! والأعجب أن تقرأَ عمَّن يبحَث في صناديقِ القمامة عمَّا يُقيم الأوَد، وقدِ استوقفتني في سورةِ القَصص ملامحُ متباينةٌ للإيجابية في سيِّدنا موسى - عليه السلام - أولاً، وهو يُسرِع لنُصرةِ قريبه الذي استغاثَ به على الفِرعوني، فإذا به يَقْتُله رغمًا عنه، ورغم أنَّها جريمة في نظَر فرعون ونِظامه، وكانت مِن أكبر ذنوبِ موسى التي استغفَر منها فغَفَر الله له، لكنها نشأتْ عن نخوةٍ ونجدةٍ لملهوف، ثم تَلْمَح إيجابيةً أخرى في الرجلِ الذي جاءَ يُحذِّر موسى: ﴿ إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ ﴾ [القصص: 20]، وكان سببًا في نجاةِ موسى، ولم يقلْ لنفسه: وما شأني أنا، وما الذي يَدفَعُني لخطر مُعاداة فِرعون لو فطن لفِعلي، لكنَّه سارعَ لنجدةِ موسى وتحذيره، مع أنَّه قطَع مسافةً طويلة سعيًا "مِن أقصى المدينة"، ولم يكن مسؤولاً عن تبليغِ موسى ولا الدِّفاع عنه.







وكم مِن خائف لا يجِد في الناسِ إلاَّ مَن يدلُّ عليه ويَزيده خوفًا، لكن موسى - عليه السلام - استوجَبَ نُصرةَ هذا الرجل ولا ريبَ في حسن خُلُقه ونَجدته لمَن استجار به، وهي نخوةٌ يقلُّ وجودُها مع تعاقُب الدهر ومرورِ الزَّمان، فقدْ رأينا في زَماننا مَن يبيع أقربَ الناس إليه بعَرَض مِن الدنيا قليل، وكانتْ نخوة موسى الثانية أروعَ مِن الأولى حين وجد ابنتَيْ شعيب تذودان أغنامهما عن تجمُّع الرِّجال والعبيد الذين يَسْقُون، فقالتَا: إنَّهما لا يخالطان الرِّجال، ولا يَسقيان قبلَ انصرافِهم، وسبب خُروجهما كِبَر والدهما، فلم يقفْ عندَ حدود أن يسقيَ لهما؛ بل رفَع الصخرة العظيمة التي كانت تضيق على الماء فتدفق، وسقَى لهما، وسمَح لكلِّ أهلِ مدين بالسقاية الميسَّرة، ورجعتِ البنتان لأبيهما باكرًا فتعجَّب منهما فقصَّتَا عليه خبرَ موسَى، فأرسلَ إليه يَستدعيه ويؤمِّنه، وقدِ اختلف المفسِّرون في هذا الرَّجُل مَن هو؟ على أقوال: أحدها أنَّه شُعيب النبي - عليه السلام - الذي أُرسِل إلى أهل مَدين، وهذا هو المشهور عندَ كثيرٍ مِن العلماء، وقدْ قاله الحسنُ البصريُّ وغير واحد، ورواه ابنُ أبي حاتم: حدَّثَنا أبي، حدَّثَنا عبدالعزيز الأوسي، حدَّثَنا مالك بن أنس أنَّه بلَغَه أنَّ شعيبًا هو الذي قصَّ عليه موسى القصص، قال ﴿ لَا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ﴾ [القصص: 25]، وقد رَوى الطبرانيُّ عن سلمةَ بن سعدٍ الغِزِّي أنَّه وفَد على رسولِ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - فقال له: ((مَرحبًا بقومِ شعيب وأَخْتان موسى))، وقال آخرون: بل كان ابنَ أخي شعيب، وقيل: رجلٌ مؤمِن مِن قوم شُعيب، وقال آخرون: كان شعيب قبلَ زمان موسى - عليه السلام - بمدَّة طويلة؛ لأنَّه قال لقومه: ﴿ وَمَا قَوْمُ لُوطٍ مِنْكُمْ بِبَعِيدٍ ﴾ [هود: 89]، وقدْ كان هلاكُ قوم لوط في زمَن الخليل - عليه السلام - بنصِّ القرآن، وقد عَلِم أنَّه كان بيْن الخليل وموسَى - عليهما السلام - مدةٌ طويلة تَزيد على أربعمائة سَنة، كما ذكَره غير واحد.







وما قيل: إنَّ شعيبًا عاشَ مُدَّةً طويلة، إنَّما هو - والله أعلم - احتراز مِن هذا الإشكال، ثم مِن المقوِّي؛ لكونه ليس بشعيب أنَّه لو كان إيَّاه لأَوْشَك أنْ ينصَّ على اسمِه في القرآن ها هنا، وما جاءَ في بعضِ الأحاديث مِن التصريح بذِكْره في قصَّة موسى لم يصحَّ إسناده، كما سنذكُره قريبًا إنْ شاء الله، ثم مِن الموجودِ في كتُب بني إسرائيل أنَّ هذا الرجلَ اسمه ثيرون، والله أعلم.







قال أبو عبيدة بن عبدالله بن مسعود: ثيرون هو ابنُ أخِي شعيب - عليه السلام - وعن أبي حمزةَ عنِ ابن عبَّاس قال: الذي استأجَر موسى يثرى صاحِب مدين، رواه ابنُ جرير به، ثم قال: الصوابُ أنَّ هذا لا يُدرَك إلا بخبر، ولا خبَرَ تجِب به الحُجَّة في ذلك.







وقدْ جاءَ في قصص الصِّين التراثي أنَّ حاكمًا وضَع للناسِ صخرةً عظيمةً في أحدِ الطرق وترَك مَن يرصد له تصرفاتِ الناس، فمَرَّ أوَّل رجلٍ وكان تاجرًا كبيرًا في البلدة، فنَظَر إلى الصخرةِ باشمئزاز منتقدًا مَن وضعها دون أن يعرفَ أنَّه الحاكم، ودار حولَ الصخرة رافعًا صوتَه قائلاً: "سوف أذهَبُ لأشكوَ هذا الأمْر، سوف نُعاقِب مَن وضعَها"، ثم مَرَّ شخصٌ آخَر، وكان يَعمل في البِناء، فقام بما فعَله التاجر لكن صوتَه كان أقلَّ علوًّا؛ لأنَّه أقل شأنًا في البلاد، ثم مرَّ 3 أصدقاء معًا مِن الشباب الذين ما زالوا يَبحثون عن هُويتهم في الحياة، وقَفوا إلى جانب الصخرة، وسخِروا مِن وضع بلادهم، ووصفوا مَن وضعَها بالجاهلِ والأحمق والفوضوي، ثم انصرفوا إلى بيوتهم، ومرَّ يومان حتى جاءَ فلاَّحٌ عادي مِن الطبقة الفقيرة ورآها فلم يَتكلَّمْ وبادَر إليها مشمِّرًا عن ساعديه محاولاً دفْعَها، طالبًا المساعدةَ ممَّن يمرُّ فتشجَّع آخرون وساعَدوه فدَفَعوا الصخرةَ حتى أبعدوها عن الطريقِ، وبعدَ أن أزاح الصخرةَ وجد صندوقًا حُفِر له مساحة تحتَ الأرض، في هذا الصندوق كانتْ هناك ورَقة فيها قِطع مِن ذهب ورسالة مكتوب فيها: "مِن الحاكم إلى مَن يُزيل هذه الصخرةَ، هذه مكافأةٌ للإنسان الإيجابي المبادِر لحلِّ المشكلة بدلاً مِن الشكوى منها"!







لو توقَّفْنا عنِ الشكوى وبدأْنا بالحلِّ لتحقَّقَ لنا ولغيرِنا الخيرُ الكثير، وهكذا يَنبغي للمرء أن ينشُرَ مساعدته وإحسانَه لأبعدِ مدًى، ولا يقِف عندَ السهل اليسير، وكان جديرًا بموسى - عليه السلام - أن يدفعَ الناسَ عن الماء لو دافَعهم بما عرف مِن قُوَّته، لكنَّه اختار أن يُوسِّع على الناسِ جميعًا.







وفي زَماننا ما أكثرَ أن تجدَ محتاجًا يدفعه الناسُ في غِلظة وتجاهُل، أو سائلاً يردُّه الجميعُ وهو بادِي الحاجة! وما أيسرَ أن ترَى مَظلومًا لا يجِد شهادةَ حقٍّ تردُّ عنه الظلم، ولا نَصيرًا له مِن غير أجْر، سواء على مستوى الأفرادِ أو الجماعاتِ أو الدُّول والأُمم، وقدِ استنزل النبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - اللعنةَ على قومٍ ضاعَ الحقُّ بينهم، ووعد اللهُ تعالى دعوةَ المظلوم بالنُّصرةِ ولو بعدَ حين، ورغمَ هذا فقد حكَتِ السورة أنه - عليه السلام - بعدَما سقَى لهما تولَّى إلى الظلِّ وطلب مِن الله الخير، ولو شاءَ لطلَب مِن الفتاتين أجرًا، فكافأه اللهُ بإيواء شُعيب له وتزويجه - وهو غير شُعَيب النبيِّ والأرجح أنَّه مِن نسْله - هذا هو مثالنا الثالث في إيجابية الآباء حِين تَعرِض له حاجةُ ابنته في صورةٍ مغلَّفة؛ ﴿ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ ﴾ [القصص: 26]، فلمَح منها الإعجابَ الخفيَّ فلم يتردَّد أن يطالبَ موسى بزواجِها رغمَ ما ورَد من أنَّه أنكر عليها، وقال: وما علمك بقوَّته وأمانته؟! فعرَّفته كيف حمَل الصخرةَ بيديه ووسَّع الماء للناسِ، وكيف طلَب أن يسيرَ أمامَها حتى لا يرَى عورتَها لو بيَّنتها الرِّيح، ولك أن تُراقبَ أفعال الآباء مع أبنائِهم وبناتِهم؛ لتكتشفَ سرًّا من أسرارِ مجافاةِ الأبناء للآباء، ولعلَّ إعجابَ الفتاة بفتًى لو انكشَف لصارَ سببًا وحيدًا لحِرمانها مِن الزواج به، وكان مِن شأن العرَب قبل الإسلام أن يحرموا على الشاعِر مَن يتشبَّب بها في شِعره، وما خبَر قيس وليلى ببعيد!








راق لي نقل شيء من دروس في الإيجابيه..من.
..http://www.alukah.net/Social/0/41245/
 
أعلى