صور وراء البحار
New Member
الفارس النبيل
قصة قصيرة
وصلت بقامتها المتوسطة الطول أخيرا إلى المسجدالذي اعتادت على الذهاب إليه منذ آخر رمضان
استقبلتها صديقاتها اللاتي عرفنها حديثاوأحببن و جهها الطيب ونظراتها الحانية....ولسانها الحلو
...
التفت حولها الفتيات يقبلن رأسها ويحتضنها
فهي قريبة إلى كل القلوب
وبعد الدرس وانصراف الشيخ الإمام من خلف الستار دار حديث سألنها فيه عن أبنائها فأخبرتهن أن لها ابناوحيدا
إنه ....فارسها النبيل
اتسعت عيون النساء وانطلقن يسألنها بفضول الامهات فكل واحدة منهن تطمع في فارس نبيل لأميرتها الرقيقة وابنتها الحبيبة
واقتربت الفتيات ليستمعن الإجابات...وقد بدأت قلوبهن تدق فرحة لتزف حلما جديدا مبنيا على وصفها الرائع
إنه البار, الحنون ,حافظ القرآن,حبيب المسجد,طيب اللسان,حلوالكلام.
وجهه كالقمر...عيناه جوهرتان..أهدابهما تلتف حول كل عين كجناحان يرفرفان كلما نظر اليها
طويل القامة ,حاد الأنف, نشيط دائما,ناجح فى عمله,محبوب من الجميع,جيرانه..أقاربه..
أصدقائه كثيرون...يأتون ليصحبوه كل صلاة فهو يحب دائما أن يصل مبكرا ليفوز بشرف الصف الأول خلف الإمام
سألتها صديقتها التي كانت تمسك بيدها وتخشى أن ينقطع الكلام
((ماوظيفته...وأين يعمل؟؟))
ردت بحنان والفخر يطل من عينيها:
مهندس تخصص في الحاسوب وانتقل بمكتبه إلى المنزل ولا يفارقنى أبدا ويدير عمله بجوارى
صاحت أخرى بحماس
((يا له من ولدبار))
وأسرعت أخرى لتسأل بفضول:
((هل خطبت له؟؟))
ردت والفرحة تقفزمن عينيها
نعم....عروس جميلة محجبة أميرة
صمتت الفتيات بحياء وقد خاب أملهن واهتزت رؤوس الأمهات وقد خاب رجاءهن
لكنها لم تسكت وانطلقت مستمرة فى وصفها
إنها حقا جميلة....جميلة
تتبعه كظله, يشتاق إليها ولحسن خلقها وحسن ردها وهي بين يديه تتحدث إلى عينيه
إن غابت فهي حاضرةفي قلبه تطيع دوما أمره
ولا يأمرها إلا بخير...وأما إن زارته فهي لا تأتي إلا في موكب
رفعت من غارت صوتها لتصيح باستنكار وقالت:
أوتأتى العروس لبيت خطيبها قبل الزفاف!!
ردتها بلطف وقالت لها:
وقتها كان معقود عليها قرآنه... وكان يصحبها أخوها وأمها..أما الآن فهى زوجته والزفاف كان جميلا جميلا
عم الصمت...وأتت من الخلف دعوة من صديقتها المسنه..الحكيمة..التي تحبها فقالت مرسلة دعوة صادقة من قلبها الرحيم
((اللهم بارك فيهما ولهما وعليهما))
أمن الجميع على الدعاء وسلم من الحسد المسكين وانطلقت تهرول إلى بيتها تشتاق إلى وجه ابنها
ودقت الباب ففتح لها بوجهه القمري وبسمته الرائعة لا تفارقه وهو جالس على كرسيه المدولب
أدار العجلات للخلف ليفسح لها المكان لتدخل والتقط كفها وقبله بحنان...
تأملته ووجدته كعادته متأنقا ومتعطرا فقداقترب وقت عودةزوجته وحبيبته من عملها
وها هو قد أنهى عمله على الحاسوب بمكتبه
ومن بعيد سمعا معا صوت خطواتها السريعة
راقبته أمه لترى اللهفةعلى وجهه
ورأت يداه ترتجفان وقامت لتفتح الباب فناداها هامسابرجاء:
((لا يا أمي..أمهليني... سأفتح أنا))
وأسرع وأقترب من الباب وسحب من خلفه عكازان قد عاونته حبيبته أن يقف عليهما فصار الآن... فقط يقف ليصير أطول منها
تحامل على يديه بقوة ووقف مستندا عليهما والتقط أنفاسه ثم فتح الباب لها لتشرق بعينيها الحبيبتين اللتين امتلأتا حبا وشوقا وغراما
وأخيرا ارتمت في أحضانه هربا من الدنيا إليه ثم رفعت رأسها لتنظر إلى وجهه وهو لا يزال يتحامل على العكازين تلومه أن وقف لها
فيرد الفارس النبيل
((أحببت أن أرى الحب في عينيك من أعلى))