في المطار... غمزها... لمسها... ثم..









سألتني ما آخر شعاراتك؟ قلت لها «حب الخير للغير» قالت ولماذا لا يكون الشعار «حب الخير للذات»؟ قلت لها: لأن ذاتي من طبيعتها ان تتقلب في وجداناتها وطموحاتها، في ضعفها وقوتها فتكون احيانا في قمة روحانيتها وصفائها ونقائها وما تلبث حتى تنحدر الى ضعف ورعونة وهزيمة أمام المغريات...، فالانسان دائم التقلب فأنا وأنت في كل ساعة نكون (غير) والتحدي ان نختار وننجح في التغير الى الاكمل والاحسن... اذاً حبي الخير (للغير) هو من باب حبي الخير لذاتي يا سيدتي؟ فلأبدأ بالحدث: في يوم السبت 3/4/2010 وفي قرابة الساعة الواحدة فجرا كنت متوجها الى البوابة (16) في مطار ابوظبي للصعود الى طائرة الاتحاد التي ستقلع الى الكويت، وبينما انا في الانتظار لاحظت جمعاً من الشباب (اولادا وبنات) زهاء الاربعين يتبادلون النكات والحركات بتلقائية مفرطة سلموا عليّ مرحبين فسألتهم من اين وإلى اين شباب؟ قالوا: نحن طلبة مدرسة خاصة في الكويت في منطقة (...) وذكروا اسم المدرسة المعروفة، وأخبروني انهم في رحلة اسبوعين تقريبا او اقل الى ماليزيا، قلت ما هدف الرحلة او سببها؟ قالوا: مكافأة من ادارة المدرسة على النتائج الطيبة والتفوق، ركبنا الباص الذي سينقلنا الى الطائرة واذا بالطلاب والطالبات - كعادة الشباب - تجري بينهم المماحكات والتحدي والنغزات والسخرية المقبولة من جميع الاطراف ثم سقوط الكلفة (الميانة) بين الطالبات والطلاب فهذا يقول لهذه ابتعدي عني (وخري) بالعامية، وتعالي يا فلانة جلسي بجواري! والثالثة تقول له ما عندك سالفة والرابع يدخل على الخط بنكتة... الخ، قلت لهم انتم اشقاء وأهل، قالوا: لا هذا من عائلة فلان وهذا من منطقة كذا و... و... الجامع المشترك الدراسة والمدرسة، قلت من معكم من اقاربكم وأهلكم، قالوا: معنا المشرفون من المدرسين والمدرسات... (لا أقارب ولا عقارب)! عندما صعدنا الطائرة كان الوفد الطلابي في آخرها وكنت انا في مقدمة الطائرة تمنيت ان يكون احدهم بجواري لأزداد معرفة مباشرة عن المناهج وعلميتها ومستويات الدراسة وما يمكن ان يفيد، واحد فقط كان في مقدمة الطائرة من ابناء (الاسرة) وكان مكانه في المقعد الذي امامي وجلس بجوار رئيس (لجنة مسلمي آسيا) التابعة للهيئة الخيرية الاسلامية العالمية. وكان هو بصحبتي... وبعد ان نزلنا في مطار الكويت ووقفنا طوابير لختم الجوازات اخبرني صاحبي بأن الطالب الذي جلس بجواره بث همومه وعدم رضاه لمجمل الرحلة وادبياتها وكيف يسمح الأهل لبناتهم بمثل هذه السفرات وقال شاكيا مشفقا على ما تتركه مثل هذه النشاطات من آثار (...)، وبينما نحن في الطابور واذ بأحد المدرسين المشرفين المصاحبين للطلبة وهو احمر البشرة ويتفجر حيوية ونشاطا بل وشبابا ويلبس تي شيرت اخضر وامام الناس يغمز الطالبة التي تقف معه في الصف ويتضاحك معها ثم يداعبها بلكمة خفيفة... شفيفة... لطيفة على بطنها او خصرها!... عادي... دون اي شعور بالآخرين وبالمكان العام فضلا عن ان هذا سلوك غير لائق بمدرس مع طالبة وانما قانونيا هو مُساءل عليه، من يسأله والطالبة تتفجر ضحكا وتوزع الابتسامات! وبينما نحن وقوفا ننتظر الحقائب التفّ حولي جمع من الطلبة نتحدث فأقبلت طالبة تسريحتها (كيلي) وقالت ممكن اتصور معاك دكتور وقبل ان اجيبها تزاحم الطلبة واخذ الكاميرا احدهم وبدأ التصوير الجماعي. بعض الطلبة اخذ رقم هاتفي ليتم التواصل... لن افصل اكثر وفي هذا القدر كفاية تعليقي على هذا المشهد... اولا هناك ملاحظة عامة يدركها المربون وربما الآباء تتصل بتراجع العمر (العقلي) لدى هذا الجيل لحساب العمر (الزمني) وهذا له تفسيره واسبابه ليس هنا محل الشرح، الملاحظة الثانية: اين مسؤولية التعليم الخاص عن مثل هذه الرحلات وآدابها وضبطها؟ ثم اين مسؤولية ادارة المدرسة؟ واخيرا اين شعور الوالدين ومسؤوليتهما تجاه مستقبل شخصية ابنائهما؟، الملاحظة الثالثة: أظن اننا في ظل تصاعد معدلات الاهتمام بالماديات على حساب الاخلاقيات بدأ المجتمع يفرط بالقيم في سبيل الكسب المادي، بمعنى الاهتمام بتأمين مستقبل الابناء المعيشي وتراجع الاهتمام بهويتهم وبناء علاقاتهم مع الآخرين وفق مرجعية تضمن اتزان الذات في تكوين اسرة مستقرة. اقول: كثرت في الآونة الاخيرة في برنامج فوزية الدريع وغيره من الصفحات المخصصة في الصحف للمشكلات الاجتماعية وما يأتيني من اتصالات هاتفية عن شكوى الازواج الجدد والزوجات الجديدات بأن احد الطرفين قد اكتشف الطرف الآخر (الزوج او الزوجة) قد امتلأ (موبايله) بأسماء بنات أو اولاد!! وسرعان ما يغزو الشك والغيرة ثم انفراط عقد الزواج الجديد!!... اننا نزرع بأيدينا واختيارنا ثقافة فوضى الانفتاح بين الجنسين وندير ظهورنا غرورا وكبرا لاخلاقيات ديننا ثم نشكو الحصاد المر لما زرعناه بحريتنا... انتابني شعوران وانا امام هذه الحالة، شعور الندم على ما ستؤول اليه هذه العلاقات من تفكك واسترجال النساء وغير ذلك... وشعور الحب لهم... ولمستقبلهم بالتوفيق... من هؤلاء الطلاب...؟ انهم ابن جار او صديق او قريب او ايا كان... واجبنا حبهم وتبصيرهم... مع رفع الصوت للمسؤولين بالوعي بهذه الإشكالية.






منقول من:ركاز لتعزيز الاخلاق..



د.محمد العوضي
 
اولا هناك ملاحظة عامة يدركها المربون وربما الآباء تتصل بتراجع العمر (العقلي) لدى هذا الجيل لحساب العمر (الزمني) وهذا له تفسيره واسبابه ليس هنا محل الشرح،



اتمنى نحصل التفسير؟
 

الأثري

New Member
شكراً لك َالأخ العزيز أمير الأبداع .......................

على المنقول ..................

وفي انتظارجديدكم....................
 
اولا هناك ملاحظة عامة يدركها المربون وربما الآباء تتصل بتراجع العمر (العقلي) لدى هذا الجيل لحساب العمر (الزمني) وهذا له تفسيره واسبابه ليس هنا محل الشرح،



اتمنى نحصل التفسير؟







بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



كل الشكر لك أخي أمير الإبداع على هذا النقل الممتاز للدكتور الغني عن التعريف

أحببت الموضوع وجعل مني أخي صوري للأبد مجال لأشارك فيه



سؤالك أخي صوري للأبد إجابته على النحو الأتي:



أي بمعنى أن هذا الجيل تراجع عمرة العقلي عن عمرة الزمني, ولكن للعلم تقدم بعض الشيء,

مثال

في الماضي كان يلعب الأطفال مع بعضهم بنات وأولاد إلى عمر 7 أو 8 بالكثير ولكن في وقتنا الراهن لازالوا يلهون مع بعض إلى عمر البلوغ وربما في بعض الدول إلى أكثر من ذلك,

في الماضي كان إذا بلغ الرشد الرجل قبيل أن يتفهم الأمور الزوجية قام بتزويجه أهله ولكن الآن شابو الشباب ولا زالوا عُزاب,

في الماضي كان ذو العشر سنوات من الممكن أن يقضي حاجات السوق ولكن اليوم بعض الرجال لا يستطيعون تمييز السمكة الطازجة من الفاسدة ولا يعلمون مسمياتها أصلاً (هذا واقع في مجتمعنا )





تقبلو مداخلتي

وأخي أمير الإبداع إذا كان هناك مجال للمداخلة في سؤال أخي صوري للأبد أتمنى عدم التردد, وإذا وجد بعض التصحيح في إجابتي له يشرفني لو أنك تنورني



شكراً وبارك الله فيكم
 

المخيطي

New Member
شكرا لك اخي امير الابداع على النقل المميز وهذا ليس بالجديد منك اخي الفاضل.

مشكلة باتت تتغلغل بين مجتمعاتنا بكل صراحة فاغلب الكليات الخاصة والمدارس الخاصة لها طابع اجنبي (فري يعني) مره صار حفل فكلية الي ادرس فيهي تصدجو ستغربت من الحركات والملابس وغياب الحيى والدين عن بعض او كثر الشباب والبنات .ومن الاشياء الي شفتهي:

1. الملابس (بناطلين وقمصان).

2.الحور بين الشباب والبنات (حوار باللمس والضحك المفرط).

3.بعض العبارات (السب والشتم التي تهز الوجدان).

لماذا لا يوضع حد لمثل هذا الكليات والمدارس؟؟؟؟

 
بسم الله الرحمن الرحيم



يسعدني التعقيب على الموضوع المميز في النقل ..



اخي العزيز ان بعض المجتمعات العربية عامة والخليجية خاصة تعاني من الانفتاح اللامحدود بدعوى الحرية الاجتماعية والثقافية على حساب الدين والعادات والتقاليد وتلاحظ بالاخص في المجتمعات الخليجية تعاني من مشكلة التفكك الاسري ونقص الثقافة الفكرية الذي هو نتاج عن عدم مبالاة الاهل بالابناء لمختلف الفئات العمري وانا شخصيا زرت دولة الكويت ثلاث مرات وبصراحه تامة لم ولن اتوقع نفسي في دولة خليجية محافظة فالتشتت والانحطاط الفكري ظاهرة منتشرة فأصبحت المادة هي كل شي في حياتهم ..



تقبلوا مروري ..
 
بسم الله الرحمن الرحيم



يسعدني التعقيب على الموضوع المميز في النقل ..



اخي العزيز ان بعض المجتمعات العربية عامة والخليجية خاصة تعاني من الانفتاح اللامحدود بدعوى الحرية الاجتماعية والثقافية على حساب الدين والعادات والتقاليد وتلاحظ بالاخص في المجتمعات الخليجية تعاني من مشكلة التفكك الاسري ونقص الثقافة الفكرية الذي هو نتاج عن عدم مبالاة الاهل بالابناء لمختلف الفئات العمري وانا شخصيا زرت دولة الكويت ثلاث مرات وبصراحه تامة لم ولن اتوقع نفسي في دولة خليجية محافظة فالتشتت والانحطاط الفكري ظاهرة منتشرة فأصبحت المادة هي كل شي في حياتهم ..



تقبلوا مروري ..





اهلا بك اخي...



اخي اشكرك على مداخلتك الجميلة....



ولاكن ليس فقط دولة الكويت فحسب...



بل حتى هنا معنا في عمان...



هي ليس مشكلة دولة ..ولاكن هي مشكلة فكر تربوي...



والانفتاح الا محدود الذي احيانا يخالف الدين الاسلامي....





بارك الله فيك اخي...





 
بسم الله الرحمن الرحيم



أشكر ناقل الموضوع عن الدكتور . محمد العوضي في حملة ركاز الاسلامية التي أتمنى ان نتواصل معها قريبا



والوضع المذكور في الموضوع وكما أسلفتم لا ينطبق على دولة معينة بل أن الوضع تعدى و وصل لكثير من دول الخليج



إن لم يكن جلها للأسف وهذا ليس من باب الحرية والإنفتاح بل دليل " إنحلال وأنحطاط " إذا جاز لي التعبير لهذة المجتمعات



عموما موضوع وهدف الموضوع جدا جميل , لذا أرى تثبيتة .



مودتي وتقديري



أخوكم



أنور البلال
 
أعلى