كدت أختار مانويل نوير كأفضل رجل للمباراة قبل أن يظهر ميسي فجأة وينفجر في وجه بايرن ميونيخ موسّمًا نفسه كرجل رائع، مميز وخارق بعد الأداء الخيالي الذي قدمه في آخر ربع ساعة...ميسي لاعب خارج السرب، وما إن يظهر في حالته الطبيعية حتى يعجز خصومه عن إيقافه وأقلامنا عن وصفه.
ما قدمه نوير قبل تلقي الهدف الأول يستحق كل الإشادة، فقد كان حصنًا منيعًا كاد يؤدي إلى يأس برشلونة، لكن كيف لفريق يملك ميسي أن ييأس؟! فما إن اقترف خوان بيرنات حماقة لم أفهمها لغاية الآن، حتى أجهز عليه ميسي بتسديدة رائعة من خارج منطقة الجزاء دمر بها حصن نوير.
وتصديقًا بالمقولة الفرنسية: "الشهية تُفتح أثناء الأكل"، أظهر ليونيل ميسي شراهته التهديفية بإضافة هدف ثانٍ بمجهود فردي يستحق عليه الإشادة، قبل أن يُدلل نيمار بتمريرة بينية في آخر ثواني اللقاء أجهز بها على فريق بيب جوارديولا الذي أصبحت حظوظه قليلة جدًا في التأهل لنهائي برلين.
السيء كان في رأيي الظهير الاسباني خوان بيرنات الذي قدم مباراة متواضعة في الشوط الثاني واقترف أخطاءً بالجملة كلفت فريقه الهدف الأول ثم الثاني، والحقيقة أنني استغرب من انطلاقاته اليائسة التي كان من السهل على ألفيش أن يتعامل معها. كيف للاعب أن ينطلق بذلك الشكل أمام خط وسط يضغط بكامله، تاركًا وراءه أفضل ثلاثي هجومي في العالم...بيرنات قامر، فخسر وكلف فريقه تلقي الهدف الأول ثم الانهيار بشكل كامل ليتلقى ثلاثية في أقل من ربع ساعة، فكان الرجل المخيب للقاء. باستيان شفاينشتايجر لم يكن في ليلة جيدة بدوره، والحقيقة أنني لم أفهم دوره داخل رقعة الميدان، أما تشابي ألونسو فقد كان متدبدب المستوى، رغم أنه تحسن شيئًا ما في الشوط الثاني
