المرتاح استدراج .. قصة من تأليفي ..!!

المرتاح

New Member
رجعت مُتخاذلاً إلى الوراء.. انظر في المرآة ، لماذا أصبحتُ هكذا .؟! لماذا حبستني الأيام وراء جُدرانالنسيان ، ولماذا بدوتُ هكذا ، كالمجنون كثّ الشّعر..؟! حَدّقتُ مَلياً في حالتي وما استوتْ إليه من بؤس واحتقار .. تساءلتُ ، لمَاذا أنا ، هكذا كالمُقترنْ بأفعال التساهل .؟! ولمَاذا لا استطيع أن أزيل تلكَ الأسباب التي أرادتني وصيّرتني إلى هذاالحال التعيس.؟! أليس هناكَ مخرجاً يُفضى بي بعيداً عن هذه المَهزلة ..؟! عانقتني الرغبة في تحطيم كل شيء .. ولأية أسباب كانتْ ، خاصّة التي أدّتْ إلى سُقوطي في روزنامة أيامي التعيسة .. نفسي أُصيّرها فأقضي على كُل الفراغات والفجوات ، لن اجعلها تلوذ إلى الركون المزعج ، ولنْ أحملها إلى ظنيّة التفكير المُمل ، فتنهشنى الأفكار المُحبطة .. فالحق معي لكيْ أنتهي بأمري من حالٍ إلى حال وهو الأمر الذي ينتهي إليه حق تقرير مصيري .. ضاقتْ حدقتا عيناي ، قررتُ أن استعد لها ، ان أكونعلى جاهزية تامة ، لتغيير حالتي .. فالتغيير قراره مني أنا .. من نفسي .. سحبتُ نفساً عميقاً ، انفتح الباب ، امتدّ ناظري إلى فوهته المُنفرجة .. كان أول ما بَصُرته عيني هي تلك الفتاة التي شغلتْ تفكيري ، التي أهلكتني ، والتي جعلتني في حالةٍ يأس وقستْ بتلاعبها العاطفي ، فَغَيّرتْ قلبي إلى حُبّها وصيّرتني إلى حالها .. وصَرفتني عَمّن سِواها .. إذْ كانتْ كَكُرسي ، أقعد عليها ولا أفكّر إلا بها ، شغلتْ تفكيري كما ينشغل التاجر بسلعته المُباعة والتي لم تَبْتاع بَعْد .. حقاً بهكذا حالٌ سأصِير ملاذ عاطفةٍ تستدرجني إليها .. وكأني أعاتب نفسي وأشغلها من أجلِ قليل من كراهية .. هززتُ رأسي .. حرّكته أسفاً .. نعم .. هي من أوقعتني في براثن حِبال حُبها الكاذب ، هي من صَادتني بشباكها .. هي من ألقتني خارج مَصائد نسوتها كيْ أعوم في بحر غرامها لا غيرها ، ولكيْ أبقىَ هائماً كمن لا هدْيَ له .. أتعذّب وُجداً ، أتعذّب جُرحاً ، فلا تشفق عليّ ولم تكترث بأمري .... أعترفُ أني أنا الذي غيّر طريقه إليها .. لكنّها هيَ من يتحمّل مسؤولية انحرافي.!
 
أعلى