نحو فهم متزن لحقيقة الإبداع( 8)




بقلم:أ.هاشم العريمي


كاتب في مجلة شبكة الابداع

تعلم الإبداع


ـ المبدع بين النظارات الكبيرة و المزاج المتقلب:



يعتقد البعض أن القدرة على توليد واستنباط الأفكار الإبداعية شأنٌ خاصٌ بطبقةٍ معينةٍ من الناس، في الغالب هم من أصحاب النظارات الدائرية الكبيرة والهيئة الفوضوية والمزاج المتقلب، فلكي تكون مبدعًا عند هؤلاء لابدَّ وأن تكون شخصًا غريبَ الأطوارِ والمزاجِ والهيئة! ولعل أفلام هوليود والسينما المصرية كان لهما الدور الأبرز في رسم هذه الصورة، وفي حقيقة الأمر فإن الصورة التي تم ترويجها عن المبدع غير صحيحة وغير منصفة، فالتلازم التام بين المظهر والجوهر غير صحيح، فربَّ أشعث أغبر ذي طمرين، لا يؤبه له لو أقسم على الله لأبره! كما أننا لا نستطيع أن نتخيل جميع المبدعين على نمط واحد و نسق واحد .



ـ هل يمكن تعلم الإبداع ؟



إن العملية الإبداعية في حقيقتها عبارة عن مجموعة عمليات عقلية منظمة تهدف إلى الوصول إلى نتائج جديدة ومتنوعة، لذا فإن العقل المبدع يحرص على العمل بطريقة مختلفة عن أنساق التفكير العادية المعروفة ليحصل على حلول مختلفة ونتائج متنوعة وجديدة، وبوسائل غير تقليدية، وهذا يقودنا إلى سؤال مهم: هل يمكن تعلم الإبداع و تعليمه؟



للإجابة عن هذا السؤال لابدَّ لنا من عدة وقفات مع العلم، وذلك من خلال الفقرات التالية:



  • قال تعالى (وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)النحل (78)، لقد زوَّد الله سبحانه و تعالى الإنسانَ بأدواتِ اكتساب المعرفة، التي تمكنه من فهم الواقع من حوله وإيجاد الحلولِ لما يواجهه من تحديات، ثم طلب منه أن يشكر هذه النعمة من خلال تحقيق معاني العبودية الحقة لله سبحانه أولا، ثم تسخير هذه الإمكانات والقدرات لاكتساب المعارف النافعة الرافعة لخدمة الذات والمجتمع، فوجود أدوات المعرفة لدى الإنسان تعني قابلية الإنسان لاكتساب المعرفة، كما أن خروج الإنسان من بطن أمه جاهلا ما ينفعه وما يضره ثم لا تبرح الأعوام حتى يتقلب في أطوار المعرفة النظرية والعلمية والتطبيقية، فإذا هو خصيمٌ مبينٌ يجادل ويخاصم بالحق والباطل، قال تعالى ( أَوَلَمْ يَرَ الْإِنْسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ ) يس(77) و قال تعالى (وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَذَا الْقُرْآنِ لِلنَّاسِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ وَكَانَ الْإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا) الكهف(54) إن هذه الدورة الحيوية المشاهدة أكبر دليل على هذه القابلية المركوزة في الإنسان.
  • قال تعالى (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ ) العلق (5) ، في هذا النص القرآني بيان من الله سبحانه و تعالى أن العلم الذي يناله الإنسان في هذه الحياة الدنيا، إنما هو من تعليم الله سبحانه و تعالى.

إن تعليم الله سبحانه وتعالى لعباده يتم بثلاثة طرق رئيسة وهي:



أ ـ التعليم بالفطرة المركوزة في الإنسان، وهذا أصل التعليم، فالإنسان يولد وقد علم بالفطرة كيفية الرضاع دون تعلُّم من أحد، كما أنه يولد وقد ركزت في فطرته خاصية المحاكاة لما يرى حوله، وخاصية المحاكاة هذه تتيح لنا إمكانية التربية بالقدوة، كما أن عمل الأدوات المعرفية ـ السمع والبصر والعقل … ـ التي زود الله بها الإنسان تتم بالخاصية الفطرية المودعة في هذه الأدوات، فلا تستطيع الأذن مثلا أن تمارس عملية التفكير كما لا تستطيع العين أن تلتقط الأصوات فالخاصية الفطرية هي التي أعطت الأذن القدرة على التقاط الأصوات، كما أعطت الدماغ القدرة على تحليل الأصوات وتحويلها إلى كلمات وجمل ثم فهم مدلولها، فهذه الخاصية فطرية.



ب ـ أما الطريقة الثانية فتتم عبر التلقي المباشر وغير المباشر وقد يكون التلقي بالنظر أو بالسمع أو بالقراءة أو نحو ذلك، من خلال طرف مرسلٍ للمعلومة وطرف آخر متلقٍ للمعلومة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” إنما العلم بالتعلّموالحلم بالتحلّم ومن يتحر الخير يُعْطَه ومن يتوقَّ الشرَ يوقه” رواه الطبراني وحسنه الألباني.



و قد سبقت الإشارة إلى أن الله سبحانه و تعالى قد زود الإنسان بأدوات التلقي، وأن هذه الأدوات تمارس دورها بالفطرة المودعة فيها، وإذا ما تعطلت الخاصية الفطرية لهذه الأدوات فقد يعجز الإنسان عن استيعاب ما يُلقى إليه من معلومات، كما في حال الجنون المطبق مثلا حيث يعجز الإنسان عن إدراك ما يراه أو يسمعه أو يقرأه ولا ينفع حينها التعليم أو التعلم.



ج ـ أما الطريقة الثالثة للتعلم فتتمثل في القدرة على التفكير والنظر والتأمل والتحليل والاستنباط والتركيب للوصول إلى نتائج محددة، وهذه العملية العقلية الفكرية لا تتم إلا من خلال الأدوات المعرفية التي سبقت الإشارة إليها، بالإضافة إلى مبادئ الفطرة السليمة المركوزة في الإنسان و المتمثلة في المسلمات المنطقية التي تضع حدًا فاصلا بين الواقع والخيال، والممكن وغير الممكن، كاستحالة اجتماع النقيضين وكون الواحد أقل من الاثنان وكون الصدق أفضل من الكذب ونحو ذلك من المبادئ العامة، وعليه فإن الإنسان يمارس هذا النوع من التعليم بالاستناد الى مبادئ منطقية عقلية فطرية متفق عليها، لذا فإن أي استعمال لهذه الأدوات المعرفية بعيدًا عن المبادئ المنطقية السليمة يؤدي إلى نتائج مغلوطة كما أن أي تعطيل للأدوات المعرفية والقدرات العقلية يؤدي إلى حالة الغفلة التي تجعل الإنسان في مرتبة أشبه ما تكون بمرتبة الأنعام ـ وهي البهائم التي تعدُّ للذبح والأكل والانتفاع ـ بل يصبح أضل من هذه الأنعام، وذلك أن هذه البهائم استخدمت أدواتها المعرفية لأداء ما هو مطلوب منها، أما هذا الصنف من البشر فعطَّل أدواته المعرفية ولم يؤدِ المطلوبَ منه تجاه الخلق والخالق، أو الدنيا والآخرة، أو الذات والمجتمع ، فهم أسوأ حالا من الأنعام، قال تعالى (وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ ) الأعراف(179).



ـ محصلة:هذا الكلام يعني الآتي:



  1. خلق الله سبحانه وتعالى الإنسان وزوده بأدوات الإدراك الرئيسة ـ و هي السمع والبصر والعقل ـ التي تعينه على التعلم وفهم الواقع وإيجاد الحلول لما يواجهه من تحديات والارتقاء بمستوى تفكيره وقدراته العقلية، و تعلُّم أنماط التفكير المختلفة التي تمكنه من الوصول إلى نتائج مختلفة ومتنوعة وجديدة وهو ما يعرف بالإبداع.
  2. تعطيل الإنسان لأدواته المعرفية يعدُّ كبيرة من الكبائر، فيجب علينا استخدام هذه الأدوات لمعرفة الرب سبحانه وتعالى أولا، ثم اكتساب ما تحتاج إليه مجتمعاتنا من العلوم النافعة الرافعة التي تكفل لنا وللأمة حياة كريمة، ومن جملة العلوم التي لا يمكن الاستغناء عنها في عملية النهوض الحضاري، العلوم التي تمكننا من إنتاج الأفكار والمشاريع والمؤسسات الإبداعية.
  3. قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ” إنما العلم بالتعلم … ” و هذا النص عام يشمل جميع أنواع العلوم، فالعلم نتيجة للتعلم فمن أراد أن يكون مبدعا في حياته، متميزا عن أقرانه، مثريا لمجتمعه وأمته، فعليه أن يتعلم الإبداع ويجرب خطواته و يتدرب على وسائله و يمارس تطبيقاته.



    و حلق حول العر



    يرجى عند النقل ذكر صاحب المقال أ.هاشم العريمي
 

الذووووق

مشرف عام
موضوع جميل وفيه فائده جميلة


خطوات مهم في كسب الإبداع


شكراً لك أمير الابداع وللأستاذ هاشم العريمي
 

almeem

مشرف عام
ويروق لي أنا أشارك بــ:::


















كل مولود يولد على الفطرة



قصة أعجب من الخيال!!!

الطفل الأمريكي المسلم درس الإسلام في السادسة وأشهره في الثامنة..!!



يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : "كل مولود يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه"






وهذه القصة القصيرة ماهى إلا تطبيق للحديث النبوي




ولد ألكساندر فرتز لأبوين مسيحيين في عام ١٩٩٠م .. وقررت أمه منذ البداية أن تتركه ليختار دينه بنفسه .. فأحضرت له كتب دينية في شتى الأديان .. وبعد قراءة متفحصة .. أعلن إسلامه وعمره ٨ سنوات .. بل وتعلم كل شي عن الإسلام .. الصلاة.. حفظ القرآن.. الأذان.. والكثير من الأحكام الشرعية دون أن يلتقى بمسلم واحد ..!!


سمى نفسه (محمد عبد الله) تيمنا باسم النبي الذي طالما أحبه ..!!



استضافته أحد القنوات الإسلامية وكان بصحبة والدته ..

كان مقدم البرامج يستعد لإلقاء الأسئلة على الصغير ..

ولكنه فوجئ به هو الذي يسأله .. كيف يمكنني أداء الحج والعمرة ؟؟ هل الرحلة مكلفة .. من أين أشترى ملابس الإحرام ؟؟





كان الصغير مشهورا في مدرسته .. حينما يأتي موعد الصلاة .. يقف وحده ويؤذن ثم يقيم الصلاة وحده ..!!


سأله المذيع : هل تقابلك مشاكل أو مضايقات في ذلك ؟؟




فأجاب بحسرة : تفوتني بعض الصلوات في بعض الأحيان بسبب عدم معرفتي بالأوقات ..!!



سأله : ما الذي جذبك في الإسلام ؟

أجاب : كلما قرأت عنه أكثر أحببته أكثر ..


سأله : ما هى أمنياتك ؟؟

فأجاب الصغير فى لهفة : لدى أمنيتان ..!!



الأولى : أن أصبح مصورا لأنقل الصورة الصحيحة عن المسلمين .. تؤلمني كثيرا أفلام أمريكا القذرة التي تشوه صورة حبيبي محمد (صلى الله عليه وسلم) .





والثانية : أتمنى أن أذهب إلى مكة المكرمة وأقبل الحجر الأسود .


هنا تدخلت أمه المسيحية قائلة : تمتلئ حجرته في منزلنا بصور كعبة المسلمين .. ولقد أدخر من مصروفه الأسبوعي ٣٠٠ دولار ليزورها .. يعتقد الناس أن ما يفعله هو نوع من المغامرة .. ولكن محمد لديه إيمان حقيقي لا يحس به الآخرون ..!!

سأله : هل صمت رمضان ؟؟

أجاب : نعم .. صمت العام الماضي .. وتحداني والدي بألا أستطيع .. ولكنه ذُهل عندما فعلت ذلك ..!!


سأله : ما هي أمنياتك الأخرى ؟




أجاب : أتمنى أن تعود فلسطين للمسلمين، فهذه أرضهم وقد اغتصبها الإسرائيليون منهم ..!!


سأله : هل تأكل مع والديك لحم الخنزير ؟

أجاب : الخنزير حيوان قذر جدا .. أنا لا أكله ولا أعرف كيف يأكله الناس ..!!


سأله : هل تصلي في المدرسة ؟

أجاب : نعم ، وقد اكتشفت مكاناً سرياً في المكتبة أصلي فيه كل يوم .





حان وقت صلاة المغرب، فنظر إلى المذيع قائلاً : هل تسمح لي بالأذان ؟




ثم قام وأذّن في الوقت الذي اغرورقت فيه عيني المذيع بالدموع !


يا ترى .. هل علمنا أبناءنا أن يهتموا بالإسلام كما يهتم به هذا الطفل ؟؟


المصدر اختصار مقال / جريدة الفجر / كتاب المهتدون الجدد
 
أعلى