[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم[/align]
[align=center] [align=center]لصوص رمضان[/align]
محترفون يسرقون روحانية الشهر وفرص الأجر ويفتحون أبواباً للوزر[/align]
فيما يتأهب الكون لدخول العلم الروحاني الرحب في مدارات الرحمة والبركة والمغفرة والأمن والأمان يتأهب ما تبقى من شياطين الإنس في التحضيرات السنوية الهائلة من عام إلى عام، لصرف القلوب إلى فضاءات البث المباشر في الفضاء الذي هو مما كسبته أيدي الناس من الفساد الذي ظهر في البر والبحر!
وما يكاد يقترب رجب وأخوه شعبان حتى تنفرد وسائل الإعلام في مهمات التبشير بالأعمال الإعلامية الجديدة، تلك التي توصف بأنها أعمال رمضانية وهو وصف لا علاقة له بعبادة رمضان ولا طاعة الله فيه!! بل على النقيض من ذلك تحت دعاوى الترفيه والمنافسة على اكتساب حصص الأسود والذئاب من اهتمامات الساحة الشعبية حيث يتولى أناساً ممن تشربت قلوبهم بفتن الليل والنهار من سائر عامة الناس الذين اختلط في حياتهم اليومية ما في الحياة من الحق والباطل.
وتتوسع وسائل الإعلام الفضائية في إفراد المساحات من وقت البرامج المبثوثة، وصفحات الوسائل المقروءة لعرض تفاصيل مهازل اللهو تحت مسميات: "الفوازير" و"المسلسلات" و"المسابقات" و"برامج النجوم" و"الكاميرات الساخرة والخفية" و"المنوعات" و ما يطلبه المتفرغون لاستقبال ومتابعة غثاء لصوص هذا الشهر لأشغال الناس وإحالتهم إلى حياة اللهو والهزل وهدر الوقت بل هدر العمر! واكتساب النجومية والشهرة والمال والمكانة بأرصدة الغثاء المتجدد؛ فيما تتردى أحوال الأمة من عام إلى آخر وتتخلف، وتضعف، وتؤكل وقد انتقصت من أطرافها وتمكن منها أعداؤها وساموها سوء العذاب يقتلون رجالها وأبناءها ويستحيون نساءها ويستبيحون الممتلكات والأغراض ويحيلون بلاد المسلمين إلى خرائب ومقابر فردية وجماعية، وأعزة أهلها أذلة وما تبقى منهم إلا مشردين ولاجئين.
شهر رمضان الذي عاشت فيه الأمة انتصاراتها حيث أمر الله فيه بالجهاد وكانت غزوة بدر الكبرى(يوم الفرقان) وكان فتح مكة(الفتح الأعظم) كما وقعت فيه ومعركة عين جالوت(التي هزم فيها المسلمين وحوش التتار) شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن العظيم، هذا الشهر الذي فضّلة الله على سائر الشهور أمسى في زماننا محطة للهو واللعب ومعاقرة الشهوات والإسراف فيما احل الله وحرم إلا بين من رحم الله وعصم من أهل دين الإسلام الذي أبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون هذا الدين الذي بشّر القرآن بظهوره على الدين كله(ولسوف يأتي هذا اليوم).
لم يعد قطاع واسع من المسلمين يسمع عند حلول رمضان إلا ما يبشر باحتدام المنافسة بين القنوات الفضائية وغيرها لاستقطاب المشاهدين والمتابعين وما يبشر باقتراب برامج الدورات الرياضية والرمضانية لإشغال شباب الأمة وصرف قلوبهم حتى في أرجى فرص العام للعودة إلى الله والسمو بقلوبهم ونفوسهم وبصائرهم وأرواحهم.
والتبشير بمهرجانات التسوق الرمضانية لترسيخ العادات الاستهلاكية في أسمى مناسبات المسلم السنوية لإفساد روحانية ليليه ومغانمها، فكيف ينقذ المسلمون شهرهم من عدوان المعتدين ويخلصونه من أدران هذا الغثاء والمصاب الجلل؟ وكيف يحررون فيه أنفسهم من هذه العبودية المادية ليصفُو دينهم لله! قال صلى الله عليه وسلم:{من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه} قال ذلك عليه الصلاة والسلام حيث بيّن مجال السباق الرمضاني في مسارات الصيام والقيام وقيام ليلة القدر والثمن هو مغفرة تجعله في حل مما أذنب فيما سبق من حياته طوال العام، فأي سباق هذا؟ وأي جوائز رمضانية عامة لا يُحرم منها أحد ممن وفق للعمل وأخلص؟ سباق لا فائز وحيد بجائزته الأولى ولا هموم معها ولا غموم ولا ضيق بعدها ولا شقاء ولا ضياع، فكم من حسير فقد برحيل الشهر نعمة إصلاح العلاقة مع الله في أعظم مواسم التوبة والعفو والمغفرة.
أولئك الذين ذهبت أوقاتهم نهباً بين لصوص رمضان المحترفين المجندين للتضليل والتضييع، المجتهدين في فتح أبواب الوزر ليدخل الضعفاء السائرون المستدرجون بالشهوات، المتخصصين في أعمال السطو الموسمية، المتمكنين من استلاب الناس وسرقة روحانية الشهر الكريم، المبدعين في تمرير أيام الشهر على جناح الغفلة، وربما هذا ما يريده المشاهدين للصوص رمضان لتسلية أوقتهم وإضاعتها بأعمال هؤلاء المضيعين لكي يمر اليوم بسرعة ولا يشعرون بالجوع والعطش حتى يحين المغرب ونسوا بذلك أنهم ضيعوا صومهم وأجرهم ولم يجنوا منه إلا الجوع والعطش الذي هم في الأصل يهربون منهما وفرص الأجر بين قراءة القرآن وحفظه وسائر العبادات فروضها ونوافلها.
لم يعد رمضان موسماً روحانياً خالصاً يتطهر فيه المسلمون مما علق بنفوسهم في سعيهم طيلة العام، بل صار مضماراً لسباق الشهوات والقنوات وصار لذلك بحق ميداناً للمجاهدة للنجاة وسط أمواج من الفتن المتلاطمة فمن يسعه في غمرة هذه العوائق وما تكالبت به فتن الزمان لصد المسلمين بالظفرة بجائزة الجهاد الرمضاني حين يهل هلال العيد إيذاناً برحيل الشهر الجليل؟!
وأخيرا أحب أن اختم هذا الموضوع بحديث رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم حيث قال:{العبادة في الهرج كهجرةً إليّ} <الهرج تعني: الفتن>
المصدر: أحد الكتيبات بتصرف نور الهدى
[align=left]أخوكم: في الله نور الهدى[/align]
[align=center] [align=center]لصوص رمضان[/align]
محترفون يسرقون روحانية الشهر وفرص الأجر ويفتحون أبواباً للوزر[/align]
فيما يتأهب الكون لدخول العلم الروحاني الرحب في مدارات الرحمة والبركة والمغفرة والأمن والأمان يتأهب ما تبقى من شياطين الإنس في التحضيرات السنوية الهائلة من عام إلى عام، لصرف القلوب إلى فضاءات البث المباشر في الفضاء الذي هو مما كسبته أيدي الناس من الفساد الذي ظهر في البر والبحر!
وما يكاد يقترب رجب وأخوه شعبان حتى تنفرد وسائل الإعلام في مهمات التبشير بالأعمال الإعلامية الجديدة، تلك التي توصف بأنها أعمال رمضانية وهو وصف لا علاقة له بعبادة رمضان ولا طاعة الله فيه!! بل على النقيض من ذلك تحت دعاوى الترفيه والمنافسة على اكتساب حصص الأسود والذئاب من اهتمامات الساحة الشعبية حيث يتولى أناساً ممن تشربت قلوبهم بفتن الليل والنهار من سائر عامة الناس الذين اختلط في حياتهم اليومية ما في الحياة من الحق والباطل.
وتتوسع وسائل الإعلام الفضائية في إفراد المساحات من وقت البرامج المبثوثة، وصفحات الوسائل المقروءة لعرض تفاصيل مهازل اللهو تحت مسميات: "الفوازير" و"المسلسلات" و"المسابقات" و"برامج النجوم" و"الكاميرات الساخرة والخفية" و"المنوعات" و ما يطلبه المتفرغون لاستقبال ومتابعة غثاء لصوص هذا الشهر لأشغال الناس وإحالتهم إلى حياة اللهو والهزل وهدر الوقت بل هدر العمر! واكتساب النجومية والشهرة والمال والمكانة بأرصدة الغثاء المتجدد؛ فيما تتردى أحوال الأمة من عام إلى آخر وتتخلف، وتضعف، وتؤكل وقد انتقصت من أطرافها وتمكن منها أعداؤها وساموها سوء العذاب يقتلون رجالها وأبناءها ويستحيون نساءها ويستبيحون الممتلكات والأغراض ويحيلون بلاد المسلمين إلى خرائب ومقابر فردية وجماعية، وأعزة أهلها أذلة وما تبقى منهم إلا مشردين ولاجئين.
شهر رمضان الذي عاشت فيه الأمة انتصاراتها حيث أمر الله فيه بالجهاد وكانت غزوة بدر الكبرى(يوم الفرقان) وكان فتح مكة(الفتح الأعظم) كما وقعت فيه ومعركة عين جالوت(التي هزم فيها المسلمين وحوش التتار) شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن العظيم، هذا الشهر الذي فضّلة الله على سائر الشهور أمسى في زماننا محطة للهو واللعب ومعاقرة الشهوات والإسراف فيما احل الله وحرم إلا بين من رحم الله وعصم من أهل دين الإسلام الذي أبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون هذا الدين الذي بشّر القرآن بظهوره على الدين كله(ولسوف يأتي هذا اليوم).
لم يعد قطاع واسع من المسلمين يسمع عند حلول رمضان إلا ما يبشر باحتدام المنافسة بين القنوات الفضائية وغيرها لاستقطاب المشاهدين والمتابعين وما يبشر باقتراب برامج الدورات الرياضية والرمضانية لإشغال شباب الأمة وصرف قلوبهم حتى في أرجى فرص العام للعودة إلى الله والسمو بقلوبهم ونفوسهم وبصائرهم وأرواحهم.
والتبشير بمهرجانات التسوق الرمضانية لترسيخ العادات الاستهلاكية في أسمى مناسبات المسلم السنوية لإفساد روحانية ليليه ومغانمها، فكيف ينقذ المسلمون شهرهم من عدوان المعتدين ويخلصونه من أدران هذا الغثاء والمصاب الجلل؟ وكيف يحررون فيه أنفسهم من هذه العبودية المادية ليصفُو دينهم لله! قال صلى الله عليه وسلم:{من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه} قال ذلك عليه الصلاة والسلام حيث بيّن مجال السباق الرمضاني في مسارات الصيام والقيام وقيام ليلة القدر والثمن هو مغفرة تجعله في حل مما أذنب فيما سبق من حياته طوال العام، فأي سباق هذا؟ وأي جوائز رمضانية عامة لا يُحرم منها أحد ممن وفق للعمل وأخلص؟ سباق لا فائز وحيد بجائزته الأولى ولا هموم معها ولا غموم ولا ضيق بعدها ولا شقاء ولا ضياع، فكم من حسير فقد برحيل الشهر نعمة إصلاح العلاقة مع الله في أعظم مواسم التوبة والعفو والمغفرة.
أولئك الذين ذهبت أوقاتهم نهباً بين لصوص رمضان المحترفين المجندين للتضليل والتضييع، المجتهدين في فتح أبواب الوزر ليدخل الضعفاء السائرون المستدرجون بالشهوات، المتخصصين في أعمال السطو الموسمية، المتمكنين من استلاب الناس وسرقة روحانية الشهر الكريم، المبدعين في تمرير أيام الشهر على جناح الغفلة، وربما هذا ما يريده المشاهدين للصوص رمضان لتسلية أوقتهم وإضاعتها بأعمال هؤلاء المضيعين لكي يمر اليوم بسرعة ولا يشعرون بالجوع والعطش حتى يحين المغرب ونسوا بذلك أنهم ضيعوا صومهم وأجرهم ولم يجنوا منه إلا الجوع والعطش الذي هم في الأصل يهربون منهما وفرص الأجر بين قراءة القرآن وحفظه وسائر العبادات فروضها ونوافلها.
لم يعد رمضان موسماً روحانياً خالصاً يتطهر فيه المسلمون مما علق بنفوسهم في سعيهم طيلة العام، بل صار مضماراً لسباق الشهوات والقنوات وصار لذلك بحق ميداناً للمجاهدة للنجاة وسط أمواج من الفتن المتلاطمة فمن يسعه في غمرة هذه العوائق وما تكالبت به فتن الزمان لصد المسلمين بالظفرة بجائزة الجهاد الرمضاني حين يهل هلال العيد إيذاناً برحيل الشهر الجليل؟!
وأخيرا أحب أن اختم هذا الموضوع بحديث رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم حيث قال:{العبادة في الهرج كهجرةً إليّ} <الهرج تعني: الفتن>
المصدر: أحد الكتيبات بتصرف نور الهدى
[align=left]أخوكم: في الله نور الهدى[/align]