[align=justify][[align=center]حارة طوبان
(1) العدوى[/align]
طوبان مكان تنتشر فيه الامراض.. تنتقل العدوى، وتتدنى الاخلاق! تتناقل الالسن قصصا عن هذا وعن ذاك، وبين قصة واخرى تكبر المآسي وينتأ الوجه القبيح لحارة طوبان! أصيب شاب لم يتجاوز عمرة العشرين ومات بمرض لا يعرف عنه شيئا ولم يسمع به من قبل! ظل مرميا في زاوية مهجورة من الشارع بعد أن رفضت المستشفى إدخاله خوفا من انتشار مرضه المخيف بين مرضاها والعاملين فيها.
بعضهم قال أنه سافر إلى الخارج وعندما عاد بدأت علامات الهزال والضعف تظهر عليه، وسرعان ما اتخذ زاوية زقاق خلفي مسكنا له بعد أن طردته العجوز "زكية" التي كان يستأجر غرفة ملحقة بدارها من الخارج. وقالت له، وهي تقف على بعد أمتار منه: "خذ كافك أشائك ولا تعود إلى الغرفة ثانية".
وفي تلك الليلة هرع السكان لاطفاء الحريق الذي اتى على كل محتويات الغرفة. وفي اليوم التالي استيقض سكان الشارع على الزاوية التي آوى اليها الشاب محاطة بسياج أقيم بمخلفات ومواد بناء مختلفة. لا أحد يعرف كيف حدث هذا غير أن الأصابع أشهرت خفية في وجه السمّان حمدان، في حين قال سلمان البقال أن لا أحد يجروا على ذلك غيره، لكن الترزي خالفه الرأي، متهما رجال الصفرد باشعال النار وبناء السياج.
كان للسياج ثقب صغير.. أصبح الصلة الوحيدة التي تربطه بالعالم الخارجي.. يضع فيه من بقيت في قلوبهم رحمة شيئا من مخلفات طعامهم، لكن المرض أشتد عليه وأصبح لا يقوى حتى على الاقتراب من فتحة السياج لتناول الطعام فقتله المرض والجوع معا.. مات ولم يخرج في جنازته أحد غير المتسولين والمعلم برهان وحسون المجنون![/align]
(1) العدوى[/align]
طوبان مكان تنتشر فيه الامراض.. تنتقل العدوى، وتتدنى الاخلاق! تتناقل الالسن قصصا عن هذا وعن ذاك، وبين قصة واخرى تكبر المآسي وينتأ الوجه القبيح لحارة طوبان! أصيب شاب لم يتجاوز عمرة العشرين ومات بمرض لا يعرف عنه شيئا ولم يسمع به من قبل! ظل مرميا في زاوية مهجورة من الشارع بعد أن رفضت المستشفى إدخاله خوفا من انتشار مرضه المخيف بين مرضاها والعاملين فيها.
بعضهم قال أنه سافر إلى الخارج وعندما عاد بدأت علامات الهزال والضعف تظهر عليه، وسرعان ما اتخذ زاوية زقاق خلفي مسكنا له بعد أن طردته العجوز "زكية" التي كان يستأجر غرفة ملحقة بدارها من الخارج. وقالت له، وهي تقف على بعد أمتار منه: "خذ كافك أشائك ولا تعود إلى الغرفة ثانية".
وفي تلك الليلة هرع السكان لاطفاء الحريق الذي اتى على كل محتويات الغرفة. وفي اليوم التالي استيقض سكان الشارع على الزاوية التي آوى اليها الشاب محاطة بسياج أقيم بمخلفات ومواد بناء مختلفة. لا أحد يعرف كيف حدث هذا غير أن الأصابع أشهرت خفية في وجه السمّان حمدان، في حين قال سلمان البقال أن لا أحد يجروا على ذلك غيره، لكن الترزي خالفه الرأي، متهما رجال الصفرد باشعال النار وبناء السياج.
كان للسياج ثقب صغير.. أصبح الصلة الوحيدة التي تربطه بالعالم الخارجي.. يضع فيه من بقيت في قلوبهم رحمة شيئا من مخلفات طعامهم، لكن المرض أشتد عليه وأصبح لا يقوى حتى على الاقتراب من فتحة السياج لتناول الطعام فقتله المرض والجوع معا.. مات ولم يخرج في جنازته أحد غير المتسولين والمعلم برهان وحسون المجنون![/align]